الجمعة 26 أبريل 2024 08:25 صـ 17 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    أيها المقبول هنيئا لك .... أيها المردود جبر الله مصيبتك. 

    رابطة علماء أهل السنة

    أيها المقبول هنيئا لك 
    أيها المردود جبر الله مصيبتك. 

     

    هاهو الشهر الكريم تطوى صحائفه ويذهب شاهدا إلى ربه عزوجل. 

    أوشك الضيف الكريم، والشهر الفضيل :أن يودعنا ويرحل عنا ،فها هو يستعد ليجمع أوراقه، ويحزم أمتعته،  ويطوي سجلاته ويتركنا، ويذهب إلى ربه عزوجل ، شاهدا  بالإحسان لمن أحسن الصيام والقيام، وصالح الأعمال، وشاهدا  بالإساءة على من  أساء وأعرض، وقصر  في طاعة ربه تبارك وتعالى .  في ختام الشهر الفضيل تطوى صحائف الأعمال، و بذلك تنتهي سوق كانت عامرة بالخير ،والبر والإحسان . ربح فيها من ربح، وخسر فيها من خسر ، يمضي رمضان فتحزن القلوب، وتتألم النفوس؛ لفراقه ؛وتذرف العيون الدمع؛ لوداعه، وكيف لانحزن ونحن لاندري أيأتي علينا غيره أم لا ؟ كيف لا نحزن ،و شهر الرحمات والخيرات وغفران الذنوب وتكفير السيئات، وإقالة العثرات؛ يمضي ويفارقنا،   وكأنه ساعة من نهار، وهكذا الأوقات الطيبة، والأزمنة السعيدة، تمر مرور الكرام  وتمضي سريعا كما أتت سريعا. إن رحيل رمضان: يخبرنا بأن كل شئ له بداية ونهاية، و يذكرنا برحيل وفناء كل شئ في هذه الحياة ،ويعلمنا بمصيرنا المحتوم، و برحيلنا  نحن عن هذه الحياة  الدنيا، وينبهنا أيضا  لإغتنام الفرصة قبل فوات الأوان،  مادمنا في زمن الإمكان ،يقول خامس الراشدين، وإمام الزاهدين في عصره أمير المؤمنين  "عمر بن عبدالعزيز"-- رضي الله عنه -- (الليل والنهار يعملان فيك فاعمل أنت  فيهما )و يقول الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ( ما ندمت على شئ ندمي على يوم غربت شمسه ،ونقص فيه من أجلي ،ولم يزد فيه عملي )و يقول إمامنا القرضاوي حفظه الله في وداع رمضان (ينقضي رمضان ككل شئ في هذه الدنيا ينقضي ويزول. فكل جمع إلى شتات وكل حي إلى ممات، وكل شئ في هذه الدنيا إلى زوال، وكل شئ هالك إلا وجهه) فنحن زائلون ،والحياة بكل مافيها زائلة، وكل مافي هذا الكون متغير وفان  (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )الزمان يمضي، والحياة تمضي ،ونحن سنذهب ونمضي، الحي اليوم سيموت غدا ،من هو على ظهر الأرض اليوم سيصبح في بطنها غدا، هذه سنة الله في الحياة، وفي خلقه، والباقي هي الباقيات الصالحات: أي الإيمان، والعمل الصالح، فكل شئ ذاهب إلا ما قدمت من خير لوجه الله تعالى، ومن هنا كان على المسلم بعد رمضان:  أن يقف وقفات يحاسب فيها نفسه ،ويراجع فيها سجله ،وينظر فيما قدم وفيما أخر هل أدى ما عليه أم قصر . فمن أدى الواجب فمن حقه أن يفرح، وهذا مايفيده حديث النبي صلى الله عليه وسلم :(للصائم فرحتان يفرحهما فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ) ولايفوتنا أن نذكر، ورمضان على وشك الإنقضاء:  بأن العبرة بالخواتيم، والنهايات فلنجعل ختام الشهر إستغفارا وتوبة فإن الإستغفار: ختام الأعمال الصالحة فقد قال الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في آخر عمره بعد كمال الدين، وإتمام النعمة على المسلمين، ومجئ النصر والفتح المبين (إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا )وأمر سبحانه وتعالى الحجيج بالإستغفار بعد انقضاء مناسكهم عندما قال(ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم )وكان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يجتهدون في إتمام العمل ،وإتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من رده كما وصف الله المؤمنين (والذين يؤتون ماآتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون )ولذا ينبغي أن يشغلنا هذا الهاجس عند وداعنا للشهر الكريم يقول الإمام علي رضي الله عنه (كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل ألم تسمعوا لقول الحق سبحانه إنما يتقبل الله من المتقين )وكان رضي الله عنه ينادي في آخر ليلة من رمضان فيقول ( ياليت شعري! من المقبول منا فنهنيه ،ومن المحروم فنعزيه؟ أيها المقبول هنيئا لك أيها المردود جبر الله مصيبتك )وفي الختام ينبغي   أن نرفع أكف الضراعة لربنا عزوجل، وندعوه  سبحانه :اللهم لك الحمد أن بلغتنا رمضان اللهم تقبل منا الصيام والقيام، وأحسن لنا الختام، واجبر كسرنا على فراق الشهر الكريم، وأعده علينا أعواما عديدة، وازمنة مديدة، واجعله شاهدا لنا بالخير لا علينا بالشر ،واجعلنا من عتقائك من النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار برحمتك يا عزيز ياغفار يارب العالمين 
    الراجي عفو ربه 
    فايز النوبي

    رمضان فائز خاسر ثواب

    مقالات