الثلاثاء 23 أبريل 2024 11:44 صـ 14 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار أوروبا

    أوكرانيا ... موسكو تقر بغرق الطراد ”موسكفا” في البحر الأسود وواشنطن تعتبره ضربة كبيرة للأسطول الروسي

    رابطة علماء أهل السنة

    بعد إقرار موسكو بغرق الطراد "موسكفا" في البحر الأسود، تعهدت وزارة الدفاع الأوكرانية بتوجيه المزيد من الضربات للبحرية الروسية، واعتبرت واشنطن ما حدث ضربة كبيرة للأسطول الروسي.

    وفي حين لوحت موسكو بنشر أسلحة نووية في البلطيق ردا على توسع محتمل لحلف شمال الأطلسي "الناتو" (NATO) بالمنطقة، حذرت واشنطن من أن قواعد اللعبة ستتغير في حال استهدفت روسيا الإمدادات العسكرية الموجهة لأوكرانيا داخل إحدى الدول الأعضاء في الحلف.

    وفي تصريحات نقلتها شبكة "سي إن إن" (CNN)، قالت السفيرة الأوكرانية لدى واشنطن أوسكانا ماركاروفا إن الطراد موسكفا هو أحد سفن روسيا الرئيسية في البحر الأسود، مؤكدة أن السفينة نفسها هاجمت جزيرة الثعبان بالبحر الأسود.

    وأضافت ماركاروفا أن أوكرانيا لن تستسلم وستواصل القتال، وتوقعت تدمير المزيد من سفن من وصفتهم بالغزاة إذا لم يوقفوا العدوان على أوكرانيا، وفق تعبيرها.

    وبخصوص المساعدات الأميركية لبلادها، قالت السفيرة الأوكرانية في واشنطن إن الدفعة الأخيرة التي تبلغ قيمتها 800 مليون دولار هي "مساعدة رائعة" وتشمل بالضبط كل ما تحتاجه أوكرانيا.

    وأضافت أن كييف تتلقى دعما أميركيا كبيرا، وقالت إن بلادها ستكون سعيدة للترحيب بزيارة مسؤول أميركي وبعودة عمل السفارة الأميركية.

    الطراد الروسي موسكفا خلال تدريبات قبالة ساحل شبه جزيرة القرم (وكالة الأنباء الأوروبية)

    غرق الطراد

    وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت أمس الخميس إن الطراد "موسكفا" (السفينة الرئيسية في الأسطول الروسي بالبحر الأسود) غرق أثناء عملية سحبه متأثرا بعاصفة وظروف جوية سيئة.

    وأضافت الوزارة أن الطراد فقد توازنه بسبب هيجان البحر والأضرار التي لحقت بهيكله متأثرا بالحريق الذي شب على متنه وانفجار ذخيرته.

    وكانت القوات الأوكرانية أعلنت استهدافها المدمرة الرئيسية في الأسطول الروسي في البحر الأسود بصاروخين مضادين للسفن.

    وقال المتحدث باسم المنطقة العسكرية الجنوبية الأوكرانية إن الطراد الروسي بدأ في الغرق بعد استهدافه بصواريخ "نبتون" الأوكرانية.

    ووصفت كييف غرق المدمرة الروسية بأنها الخسارة الأكبر للأسطول الروسي منذ الحرب العالمية الثانية.

    وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي في تصريحات لشبكة "سي إن إن" إن غرق الطراد موسكفا ضربة كبيرة للأسطول الروسي، مشيرا إلى أنه جزء رئيسي من جهود روسيا لممارسة نوع من السيطرة البحرية في البحر الأسود.

    وأضاف أن الطراد كان في مدى يتيح للأوكرانيين استهدافه بصاروخ "نبتون"، وأشار إلى احتمال حدوث خسائر بشرية على متنه، مؤكدا أنه سيكون لهذه الخسارة تأثير على قدرات روسيا.

    قصف وضحايا

    ميدانيا، ذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن أصوات انفجارات قوية دوت في وقت مبكر اليوم الجمعة في العاصمة الأوكرانية كييف وفي مدن إيفانو-فرانكيفسك (غرب)، وخاركيف (شرق)، وخيرسون (جنوب) التي تسيطر عليها القوات الروسية.

    وكانت صفارات الإنذار من الغارات الجوية قد دوت خلال الليل في جميع أنحاء أوكرانيا.

    وفي تطورات أخرى، قال حاكم منطقة خاركيف (شرق) إن 4 مدنيين قتلوا وأصيب 10 أمس الخميس خلال القصف روسي الذي استهدف المدينة.

    وفي منطقة بوردوجيني التابعة لمدينة كراماتورسك بإقليم دونباس (شرق)، قتل شخص وأصيب آخرون جراء سقوط صاروخ روسي على المنطقة، وسبق هذا القصف َاستهداف مدينة كراماتورسك من قبل الطائرات الروسية.

    ويأتي ذلك بينما تحدثت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير العديد من الأهداف العسكرية الأوكرانية.

    في المقابل، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن قواتها تمكنت من صدّ هجمات روسية في محاور مختلفة، كما فجرت جسرا عند مرور رتل عسكري روسي كان يتجه إلى مدينة إزيوم (شرق).

    معارك ماريوبول

    وفي ماريوبول (شرق)، تتواصل المواجهات بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية والانفصاليين الموالين لها، وقد تسببت هذه المواجهات في دمار واسع في المدينة، وصاحبتها أزمة إنسانية كبيرة.

    وقال عمدة ماريوبول فاديام بوتشنكو إن روسيا ارتكبت جرائم في المدينة وتسببت في كارثة إنسانية، مضيفا أن هناك نحو 120 ألف مواطن ما زالوا عالقين فيها، وأن 90% من مبانيها مدمرة.

    واتهم بوتشنكو الجيش الروسي باستخدام أسلحة كيميائية في المدينة، وإحضار محارق َ للجثث وثلاجات للموتى لإخفاء جرائمه، وفق تعبيره.

    وبينما أكدت موسكو أن قواتها سيطرت على ميناء ماريوبول وأجزاء أخرى من المدينة، قالت استخبارات وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الأوكرانية تواصل الدفاع عن ماريوبول، ورجحت أن تصير مدينتا كراماتورسك وكوستيانتينيفكا بإقليم دونباس هدفين لروسيا.

    وحذرت كييف من أنشطة عسكرية مكثفة للقوات الروسية جنوب أوكرانيا وشرقها، حيث تسعى هذه القوات لبسط سيطرتها الكاملة على ماريوبول، التي إن سقطت ستكون أول مدينة أوكرانية كبرى تسيطر عليها روسيا.

    وقد كشف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية أمس الخميس أن الطقس الماطر في إقليم دونباس قد يصب في صالح القوات الأوكرانية في قتالها ضد الجيش الروسي الذي يستعد لشن هجوم أقوى في هذه المنطقة.

    في الأثناء، أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك تنفيذ عملية تبادل للأسرى مع روسيا، وقالت إنه تم الإفراج عن 30 أسيرا أوكرانيا، منهم 5 ضباط، و17 جنديا، كما أُفرج عن 8 مدنيين، بينهم امرأة.

    وأكدت فيريشتشوك أنه تم أمس الخميس إجلاء أكثر من 2500 شخصا من المدن الأوكرانية عبر ممرات إنسانية.

    روسيا والناتو

    من جهة أخرى، قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري مدفيديف إن بلاده ستضطر إلى اتخاذ إجراءات جدية لإعادة التوازن إلى المنطقة في حال انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي.

    وأضاف مدفيديف أن ذلك سيحتم على روسيا تعزيز قواتها البرية ومنظومات الدفاع الجوي على طول الحدود مع فنلندا، بالإضافة إلى تعزيز أسطولها الحربي في حوض بحر البلطيق، مشيرا أيضا إلى احتمال نشر موسكو أسلحة نووية في المنطقة.

    وبالتزامن، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنه ستتم مناقشة خطة تعزيز الحدود في اجتماع منفصل، بعد تقديم وزارة الدفاع الروسية مقترحات للرئيس فلاديمير بوتين بشأن تعزيز الجناح الغربي للبلاد على خلفية توسع الناتو.

    وردا على تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إن التهديدات الروسية تجاه دول الشمال والبلطيق ليست جديدة وتعزز وحدة هذه الدول.

    من جانبها، قالت رئيسة وزراء ليتوانيا إنغريدا سيمونيتي إن التهديد الروسي بزيادة القوات العسكرية في منطقة البلطيق، بما في ذلك الأسلحة النووية، لا يعتبر شيئا جديدا.

    وأضافت سيمونيتي أن كالينينغراد منطقة عسكرية منذ سنوات عدة، وهي جيب في منطقة البلطيق بين ليتوانيا وبولندا وهما عضوان في الناتو.

    وفي واشنطن، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إنه في حال ضربت روسيا أراضيَ حلف الأطلسي، حيث يتم تجميع المعدات العسكرية قبل إرسالها إلى داخل أوكرانيا، سيستدعي ذلك تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الحلف، التي تنص على الدفاع الجماعي، أي أنه في حال تعرضت أي دولة من أعضاء الحلف لهجوم عسكري فسيكون من حق كل دولة فيه الرد.

    وأضاف سوليفان أن بلاده لا تعمل داخل حدود أوكرانيا، وأنه إذا اعترضت موسكو إمدادات دعم كييف فسيكون ذلك تغييرا في قواعد اللعبة.

    وتابع مستشار الأمن القومي الأميركي أن القتال في أوكرانيا قد يستمر لأشهر أو حتى لفترة أطول، موضحا أن بلاده تعمل على ضمان وجود طريقة مرنة ومتنوعة لحصول أوكرانيا على معدات عسكرية.

    من جهته، قال مدير الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA)، ويليام بيرنز، إن واشنطن حريصة بشدة على تجنب اندلاع حرب عالمية ثالثة، مشيرا إلى أن الأجهزة الاستخباراتية الأميركية لم تر أي دليل عملي على أن روسيا قد نقلت قواتها النووية إلى حالة التأهب القصوى.

    سير المفاوضات

    وفي الجانب السياسي، قال وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا إن التقدم الحقيقي في المفاوضات مرهون بنتائج العملية العسكرية التي ستشنها روسيا في إقليم دونباس.

    وفي مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أعلن كوليبا أن الخبراء الأوكرانيين والروس يواصلون المحادثات، لكن دون إحراز تقدم كبير حتى الآن.

    من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الأوكراني أن كييف لن تتخلى عن طلب الانضمام للاتحاد الأوروبي تحت أي ظرف، وأنه لا نية لديها لمناقشة هذا الأمر مع الروس.

    وبهذا الشأن، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إنه لا معلومات لديهم بشأن آفاق المفاوضات الروسية الأوكرانية.

    اللاجئون وجرائم الحرب

    على صعيد آخر، ذكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الخميس أن أكثر من 4.7 ملايين لاجئ أوكراني فروا من بلادهم بعد 50 يوما على بدء الهجوم الروسي.

    ولم تشهد أوروبا مثل هذا التدفق للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.

    وفي كييف، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إن أوكرانيا تمثل حاليا مسرح جريمة، وأوضح أن هناك أرضية معقولة تشير إلى ارتكاب روسيا جرائم حرب، وذلك في ظل اكتشاف مئات الجثث في مدينة بوتشا قرب العاصمة الأوكرانية بعد انسحاب القوات الروسية منها.

    وأضاف خان في مؤتمر صحفي مع المدعية العامة الأوكرانية أن فريق تحقيق تابعا للمحكمة الجنائية الدولية يعمل حاليا في أوكرانيا على جمع الأدلة والتثبت من الحقائق للقيام بتحقيق مستقل ومحايد.

    المصدر : الجزيرة

    أوكرانيا روسيا طراد موسكفا أسطول البحر الأسود ماريوبول

    أخبار