الثلاثاء 30 أبريل 2024 09:11 مـ 21 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    بحوث ودراسات السيرة والتاريخ

    المخطوطات العربية خزائن المكتبات في تركيا

    رابطة علماء أهل السنة

    تزخر المكتبات التركية بتراث علمي نفيس من المخطوطات في مختلف العلوم والفنون الإسلامية وبمختلف لغات العالم الإسلامي وهو التراث الذي ما كان من الممكن تجميعه والحفاظ عليه لولا الامتداد والنفوذ الحضاري للخلافة العثمانية.
    وقدر المؤرخ التركي مصطفى نجاتي أوزفاتوره  في تصريح لوكالة الأنباء الإسلامية (إينا) هذه الثروة من المخطوطات بحوالي 250 ألف مجلد تشمل حوالي 160 ألف مجلد مكتوبا باللغة العربية وزهاء 70 ألف مجلد باللغة التركية وما يناهز 13,000 مجلد باللغة الفارسية. ويوجد في مدينة إسطنبول حوالي 146 ألف مجلد من مجموع هذه المخطوطات مشيرا  إلى جانب العديد من المخطوطات المكتوبة باللغات اليونانية والأرمينية والسريانَة، وغيرها من اللغات.
    وأوضح أن المكتباتُ العثمانية قد ورثت مخطوطات من المكتبات الأموية، والمكتبات العباسية، والمكتباتِ السلجوقية ثم المملوكية.
    وبين أنه لم تقتصر مُحتويات المكتبات العثمانية على المخطوطات القديمة، وإنما ضمّت ما أُلِّف وتُرجم بناء على طلب السلاطين العثمانيين وما كُتب برسم مُطالعتهم، وأصبحت المكتبات العثمانية مكتبات عالمية في عهد محمد الفاتح الذي شجَّعَ العُلماء على التأليف، وحث المترجمين على الترجمة، والنُّسَّاخَ على استنساخ المخطوطات، واقتفى أثرَهُ ولدُهُ أبا يزيد الثاني، وحفيدُه سليمُ الأول الذي ورِثَتْ في عَهْدِهِ المكتباتُ العثمانيةُ بعضَ مخطوطاتِ المكتباتِ المملوكيةَ فحصَلَتْ نقلَةٌ نوعِيَّةٌ في تطوُّر المكتبات العثمانية، ثم بلغت الذُّروةَ في عهد الخليفة سُلَيْمَاْن القَانُوْنِي".
    وتعتبر مكتبة السليمانية في إسطنبول أهم مركز للمخطوطات والكتب القديمة المطبوعة بالعربية والتركية والعثمانية، ويقدر ما تحتويه بـ 125 ألف مخطوطة و50 ألف كتاب مطبوع وتمثّل الكتب العربية القسم الأعظم من محتويات المكتبة.
    وتأتي الكتب العثمانية في المرتبة الثانية بعد العربية، ثم الكتب المكتوبة بالفارسية في المرتبة الثالثة ، وفيها ما يزيد عن 120 ألف كتاب ومخطوطة تمثل اللغة العربية منها حوالي 70 إلى 80 ألف كتاب، والعثمانية 30 ـ 40 ألف كتاب، وتبقى الفارسية بحدود 10 ـ 12 ألف كتاب.
    وتشمل المخطوطات التركية معظم أنواع العلوم النقلية والعقلية المخطوطة والمطبوعة، وقد تم تصنيفها في شكل دقيق حيث تم تصنيفها الموضوعي ابتداء بمخطوطات القرآن الكريم وعلومه، ثم الكتب السماوية الأُخرى، ثم الحديث الشريف وعلومه ثم الفقه وأصوله وما يلحق به من القواعد وعلم الكلام والجدل والخلاف، وكتب الفتاوى والفرائض والتصوف والأدعية والخواص،والسياسة والأخلاق، وهنالك كتب الأدب والعروض والنحو، والتاريخ الطبيعي والبشري، والجغرافيا والفلسفة، والطبّ البشري، والبيطرة الخاصة بطبّ الحيوانات، وكتب الرماية والفروسية، والفيزياء والكيمياء، والرياضيات والفلك ، وغير ذلك.
    ولعل هذا التنافس في جمع المخطوطات وإنشاء المكتبات بهذا الحشد الكبير في اسطنبول كان مبعثه رغبة سلاطين آل عثمان والوزراء ومشايخ الإسلام والوجهاء، أن يكون لإسطنبول تلك المكانة التي كانت لدمشق عاصمة الأمويين، وبغداد عاصمة العباسيين، ومصر عاصمة الفاطميين والأيوبيين والمماليك.
    وقد حرص المسئولون الأتراك على هذه المخطوطات باعتبار أنه تراث الإسلام ، فخافوا عليه من التبعثر والضياع فعملت وزارة المعارف على جمع هذه المخطوطات وخزنها وفهرستها والحفاظ عليها.

    بحوث ودراسات