الجمعة 26 أبريل 2024 08:33 صـ 17 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    الارهاب المسيحي

    رابطة علماء أهل السنة

                          الارهاب المسيحي 

    تشن الآلة الإعلامية العالمية حملة تشويه ممنهجة ضد الإسلام و المسلمين واتهامهم بالحروب والإرهاب ، حتى أصبح الإسلام في نظر الكثير مقرونا بالإرهاب، وأصبح من يقول أنه مسلم كانه يحمل حزاما ناسفا أو آلة قتل، وهذا نتيجة للحملة الممنهجة في تشويه صورة الاسلام ، وفي المقابل يتم تصوير المعتقدات الأخرى على أنها أديان للرحمة والمحبة والسلام والتسامح كما يقال في الديانة المسيحية .
    وسنتناول في هذه المقالة القصيرة جانبا من الإرهاب المسيحي الممنهج ، والذي تدل عليه كتبهم المقدسة وشروحها ، وكذلك ما امتلأ به تاريخهم الشاهد على دمويتهم وإجرامهم .
    تعتبر الكنيسة هي المحرض الرئيس للنصارى في حربهم ضد من حولهم ! فمنها تعقد رايات القتال ومنها يخرج رجال الدين الذين يحرضون على القتل والتدمير ويصدرون الصكوك لمن يقتل، والفتاوى لمن يبغي فيحلون له ما أمامه من مال وأعراض ، وعند مراجعة مستندهم في فتاواهم نجد أن القساوسة والرهبان يستمدون هذا الحقد من كتبهم المقدسة ومناهجهم المحرفة  ، ثم ينسبون أفعالهم بعد ذلك للرب -تعالى الله عما يصفون -.
    إن الكتاب المقدس عند النصارى يضم بين دفتيه الكثير من عبارات التحريض وصناعة التطرف والإرهاب والكثير من الكلمات الدالة على الحرب والقتل والغدر والخيانة والاعتداء التي لم تحتويها حتى كتب النازية والفاشية بالتحريض على القتل دون تمييز بين مقاتل أو مسالم وبين امرأة وشيخ وطفل  .

    وهنا أشير إلى شيء يسير مما ورد في كتاب النصارى المقدس حتى نفهم ما يدور الآن وما حدث عبر التاريخ 
    جاء في سفر Jos:6:21: 21 وحرّقوا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. (SVD)

     وفي سفر حِزْقِيَال 21:9 (AVD)
    «يَا ٱبْنَ آدَمَ، تَنَبَّأْ وَقُلْ: هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: قُلْ: سَيْفٌ سَيْفٌ حُدِّدَ وَصُقِلَ أَيْضًا.

    وفي اَلْمَزَامِيرُ 149:6 (AVD)
    تَنْوِيهَاتُ ٱللهِ فِي أَفْوَاهِهِمْ، وَسَيْفٌ ذُو حَدَّيْنِ فِي يَدِهِمْ.

    وفي اَلتَّثْنِيَة 32:41 (AVD)
    إِذَا سَنَنْتُ سَيْفِي ٱلْبَارِقَ، وَأَمْسَكَتْ بِٱلْقَضَاءِ يَدِي، أَرُدُّ نَقْمَةً عَلَى أَضْدَادِي، وَأُجَازِي مُبْغِضِيَّ.

    وفي اَلْعَدَد 22:29 (AVD)
    فَقَالَ بَلْعَامُ لِلْأَتَانِ: «لِأَنَّكِ ٱزْدَرَيْتِ بِي. لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ ٱلْآنَ قَدْ قَتَلْتُكِ».
    وفي سفر إِرْمِيَا 43:11 (AVD)
    وَيَأْتِي وَيَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ، ٱلَّذِي لِلْمَوْتِ فَلِلْمَوْتِ، وَٱلَّذِي لِلسَّبْيِ فَلِلسَّبْيِ، وَٱلَّذِي لِلسَّيْفِ فَلِلسَّيْفِ.
     وأيضا في إِرْمِيَا 48:10 (AVD)
    مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ ٱلرَّبِّ بِرِخَاءٍ، وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ ٱلدَّمِ.
    وفي حِزْقِيَال 38:21 (AVD)
    وَأَسْتَدْعِي ٱلسَّيْفَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ جِبَالِي، يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ، فَيَكُونُ سَيْفُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى أَخِيهِ.
    وفي اَلْمَزَامِيرُ 149:6 (AVD)
    تَنْوِيهَاتُ ٱللهِ فِي أَفْوَاهِهِمْ، وَسَيْفٌ ذُو حَدَّيْنِ فِي يَدِهِمْ.

    أكتفي بهذه النصوص القليلة بالنسبة لكمية التحريض في الكتاب المقدس لأعود إلى التاريخ لنرى كيف كان أثر هذه التوجيهات التي تفوح منها رائحة الكراهية والحقد ولنرى كيف كانت النتائج ، ولن نذهب بعيدا إلى قديم الزمان بل سنتحدث عن القرن الأخير والذي لايزال الشهود فيه أحياء ، فقد قامت حربين عالميتين صاحبها احتلال للدول ونهب لمقدراتها وتعبيد لشعوبها ، وقد ذهب ضحية حروبهم القذرة أكثر من مئة مليون إنسان بشكل مباشر أو غير مباشر ، بل تعمدوا إهلاك الحرث والنسل في المناطق التي يصلو إليها ، فقد ارتكب المسيحيون أكبر مجزرة في العصر الحديث في مدينتي نجازاكي وهيروشيما اليابانيتين،  وراح ضحيتها خلال دقائق مئات الآلاف بين قتيل وجريح ومعاق ولا زالت الآثار باقية حتى الآن لتشهد على قبح أفعالهم ؛ ولا يزال الشهود أحياء يخبرونا عما شاهدو ورأو .
    ومنذ بداية الألفية الثالثة فإنهم لا يزالون يعيشون بنفس العقلية الماضية القائمة على التمييز العنصري ، وأن الناس وما يملكون ملك لهم ، ولذلك فإنهم لا يألون جهدا في قتل الناس في أي مكان وبدون أي مبرر ، واحتلال أراضيهم ، وفرض السيطرة والهيمنة عليهم بطريقة أو بأخرى ، ونستطيع أن نقول : إنه خلال السنوات الأخيرة راح ضحية حروبهم القذرة الملايين في أفغانستان والعراق واليمن وسوريا وباكستان و.....وغيرها من بلاد العالم .
    وعند الحديث عن الإرهاب المسيحي فإنه لا يمكننا أن نغفل أكبر مجزرة ارتُكبت  في تاريخ البشرية والتي حدثت في الأندلس راح ضحيتها أمة من الأمم ، وأبيدت حضارة قائمة وتمت إزالتها واستئصالها، وتعذيب أهلها باستخدام أقذر وسائل التعذيب المعروفة آنذاك ، والتي لاتزال بعضها باقية حتى الآن ،لتدل على مدى وحشية الفاعلين وغياب قيم الانسانية لديهم ، كما أن الحروب الصليبية وما خلفته من خراب ودمار وانتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والمبادئ الحضارية .
     وما نشاهده الآن ما هو إلا حلقة من حلقات الإرهاب المسيحي المستمر عبر التاريخ وحتى اللحضة الحالية ، والذي جسدته تلك الصورة التي ظهرت مؤخر لقادة الإتحاد الأوروبي في ذكرى تأسيسه وهم داخل الكنيسة يتوسطهم زعيم الكنيسة (فرنسيس) في آواخر مارس الماضي ، ليتأكد من لديه شك أن الحملات اليوم باختلاف أشكالها وألوانها ماهي إلا جزء من الحرب الصليبية المستمرة ضد الإسلام، بل... وضد الإنسان.

    (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)

    الإرهاب المسيحي القتل العنف التصفيه التطهير العرقي

    مقالات