وزير داخلية بلجيكا يتراجع: « لا يمكننا إعلان الإسلام عدواً لنا  » 

 قال وزير الداخلية البلجيكي “جان جامبون”: “إن أسوأ شيء يمكننا فعله هو إعلان الإسلام عدواً لنا"، مشيرًا إلى أنه "يوجد في بلجيكا ما بين 600- 700 ألف مسلم؛ القسم الأكبر منهم يتقاسمون قيمنا".

وتعد التصريحات الجديدة تراجعا من الوزير عن تصريحات أدلى بها في وقت سابق، قال فيها “إن المسلمين احتفلوا بالهجمات التي تعرضت لها بروكسل”، في 22 مارس الماضي.

وأضاف الوزير خلال مشاركته مع وزير العدل البلجيكي “كوين غينس”، في اطلاع لجنة العدل والداخلية والحريات المدنية في البرلمان الأوروبي، على معلومات حول هجمات بروكسل، أنه فى ضوء وجود مئات الآلاف من المسلمين في بلجيكا "يتعين علينا أن نُحدد من هم الإرهابيون، ومن يدعمهم، ويجب علينا أن نميز المسلمين الآخرين الذين لا يعارضوننا”.

وكان جان جامبون قد صرح، في مقابلة مع صحيفة دي ستاندارد الفلمنكية، بأن سياسة دمج الأجانب في بلجيكا فشلت، بدليل أن "جزءا مهما من المجتمع المسلم احتفل إثر الاعتداءات".
وقال الوزير إننا "يمكننا توقيف "الإرهابيين" وإبعادهم عن المجتمع. لكنهم ليسوا سوى ورم أسفله سرطان علاجه أصعب بكثير. يمكننا القيام بذلك، لكن ليس بين ليلة وضحاها".
وأضاف جامبون أن "الخطر" المرتبط بتطرف شباب الجيلين الثالث والرابع من المهاجرين أصبحت "جذوره عميقة جدا" في بعض الأحياء، ذلك أن بلجيكا "تجاهلت نداءات الاستغاثة على مدى سنوات".
وأشار إلى أنهم "رشقوا الشرطة والصحافيين بالحجارة والزجاجات خلال اعتقال صلاح عبد السلام. هذه هي المشكلة الحقيقية".

وقد قوبلت هذه التصريحات بردود أفعال رافضة، اعتبرتها توسع دائرة الاستقطاب في البلاد. حيث دعا وزير العدل البلجيكي إلى تجنب الاستقطاب، كما انتقدته الصحافة البلجيكية التي وجدت في هذه التصريحات ادعاءات دون أساس.
وأوضح وزير العدل، كوين غينس ،الذي ينتمي إلى الحزب المسيحي الديموقراطي "أعتقد أن لكل الناس في هذه الأوقات الصعبة الحق في ارتكاب أخطائها الصغيرة، ولكن يجب تحاشي مزيد من الاستقطاب".
بدورها، قالت صحيفة "لو سوار" الفرنكوفونية "مشكلة جان جامبون؟ مفرداته التي تعكس ازدراء (دملة، سرطان) وادعاءاته (المتكررة) من دون أساس".