الإبتسامة القاتلة - قصة واقعية

حدث بالفعل ..فى سجون الظالمين فى مصر
(منقول عن اخت تزور زوجها في المعتقل)..

ابتسامة قتلتني ..
اثناء زيارتي لزوجي الحبيب المعتقل باحدي سجون الظلمة 
مازحته بقول ايه ده ما عندكوش ميه مثلجه؟ 
ففورا نادي زوجي علي احد اخوانه 
وفي ثواني وجدت احدهم متوسط العمر 
قدمه لنا زوجي علي انه.من كبار اخوان محافظته 
فخجلت ان يقوم مثله بخدمتنا 
ولكنه جاء متواضعا مبتسما يقدم لنا ماء مثلج جاء له في الزيارة 
و سلم علينا ورددنا التحية
فقال لي زوجي ابقي عزيه.
فدهشت و قلت اعزي مين؟
فاجابني زوحي عزي اخونا اللي قدم لك المياه في بنته..
ماتت في حادثة امبارح .. فاجبت بنته؟ ازاي؟
وكانت اجابتي اندهاشا من ملامح هادئة راضية طلقة الوجه مبتسمة ...
فاجابني زوجي بان ابن هذا الرجل معتقل في سجن آخر 
وان زوجته اخذت طفلتها و ذهبت لزيارة ابنها الشاب الصغير 
فانقلبت السيارة بهما و ماتت طفلتهما..
وقتها شعرت وكأني طعنت في قلبي ..
في نفس اللحظة جاء الاخ ثانية ليعطينا كوبا ليشرب الباقون ..
يحمل نفس الابتسامة الراضية ...
فحاولت ان انطق كلمة عزاء فغلبتني دموعي و لم اقل شيئا....
و سألت زوجي هل انتم تعيشون معنا عهد الظلم الأسود ...
أم نحن نعيش معكم عهد الصحابة المضئ ..
ورجعت خجلة من نفسي لدموعي التي تعقب كل زيارة ...
وتذكرت ابتسامة اب ماتت طفلته اثناء زيارة لابنه السجين ...
و لم يرها و لم يحضر جنازتها ... ولا تري علي وجهه غير كل الرضا ...
اخجلتني يا أخي و اوجعتني ابتسامتك..