الجمعة 11 أكتوبر 2024 12:24 صـ 6 ربيع آخر 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار فلسطين المحتلة

    فلسطين ... مستوطنون يقتحمون المسجدين الأقصى والإبراهيمي وجيش الاحتلال يواصل حملة الاعتقالات بالضفة

    رابطة علماء أهل السنة

    لليوم الرابع على التوالي، اقتحمت عناصر من الشرطة الإسرائيلية ومجموعات من المستوطنين المتطرفين، صباح اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، والمسجد الإبراهيمي في الخليل، في حين واصل الجيش الإسرائيلي حملات الاعتقال في الضفة الغربية.

    وأخلت قوات الاحتلال المسجد الأقصى من المصلين والمعتكفين قبيل اقتحام مجموعات من المستوطنين لباحاته، الذي استمر نحو 3 ساعات ونصف الساعة قبل أن ينسحب المستوطنون وقوات الشرطة من المسجد.

    وخلال اقتحام المسجد الأقصى، اندلعت اشتباكات محدودة بين مصلين وشرطة الاحتلال، أطلقت فيها الشرطة الرصاص المطاطي.

    وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال حاصرت ما تبقى من مصلين داخل المصلى القبلي، كما حاصرت النساء داخل مصلى قبة الصخرة.

    واعتدت قوات إسرائيلية بالضرب على عدد من المرابطات في المسجد الأقصى، وقامت بإبعاد الصحفيين عن باحات الأقصى المبارك وأبوابه.

    وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن 1180 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى اليوم الأربعاء من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسًا تلمودية في باحاته، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال.

    وفجر اليوم الأربعاء، فرضت شرطة الاحتلال قيودا على دخول الشبان الفلسطينيين إلى الأقصى لأداء صلاة الفجر، كما انتشرت على نحو واسع على بوابات المسجد المبارك لمنع المصلين من العودة والدخول إليه مجددا.

    في المقابل، بقيت مجموعة من المرابطين داخل المسجد القبلي لمنع اقتحامه، كما تحاول طوال الوقت الدق على أبواب المسجد ونوافذه، في محاولة لإرباك وإزعاج المستوطنين وجنود الاحتلال المنتشرين داخل باحات المسجد الأقصى.

    وقد أطلقت قوات إسرائيلية قنابل الصوت والغاز داخل المسجد القبلي بالأقصى، لإسكات أصوات الطرق، كما اعتلى أفراد من شرطة الاحتلال سطح المسجد القبلي.

    كما أدى آلاف من اليهود صلوات وطقوسا يهودية، عند حائط البراق في المسجد الأقصى المبارك.

    وأبدى خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، خشيته من أن يسمح الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين بإدخال القرابين إلى المسجد غدًا الخميس.

    وقال صبري للجزيرة إن الحكومة الإسرائيلية حكومة هشة تلبي مطالب المتطرفين على حساب المسلمين والأقصى.

    في المقابل، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إن ما سماها المزاعم بشأن إدخال قرابين إلى المسجد الأقصى كاذبة تماما ولا أساس لها.

    ويقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى كل يوم، منذ الأحد الماضي، بالتزامن مع ما يسميه اليهود عيد الفصح الذي بدأ مساء الجمعة الماضية، ويستمر حتى الخميس.

    منع دخول اليهود

    وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن القيادة السياسية والأمنية قررت إغلاق المسجد الأقصى أمام دخول اليهود، ولكن ابتداء من يوم الجمعة المقبل الذي يتزامن مع انتهاء الاحتفال بعيد الفصح، حتى نهاية شهر رمضان.

    وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن القرار جاء بعد مشاورات أجراها رئيس الحكومة نفتالي بينيت على خلفية احتدام التوتر وفي محاولة لنزع فتيل الانفجار.

    وحسب القرار، لن يُسمح بدخول اليهود في الفترات الزمنية التي خصصتها لهم السلطات الإسرائيلية على مدار أيام الأسبوع من الأحد حتى الخميس، علما أنه يُحظر عليهم دينيا الدخول في يومي الجمعة والسبت.

    من جهة أخرى، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن ‏الشرطة الإسرائيلية استدعت مسؤولي مسيرة الأعلام وأبلغتهم رفضها تأمين المسيرة بعد تهديد حركة حماس.

    وانسحبت قوات الاحتلال من المسجد الأقصى بعد انتهاء اقتحام عدد من المتطرفين لباحات المسجد في عيد الفصح اليهودي، وذلك للمرة الثالثة خلال 3 أيام.

    إغلاق المسجد الإبراهيمي

    وفي مدينة الخليل، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق الحرم الإبراهيمي أمام الفلسطينيين لليوم الثالث على التوالي، والسماح لعشرات اليهود بأداء طقوسهم الدينية في ساحاته بحجة الأعياد اليهودية.

    كما شدد الاحتلال من إجراءاته العسكرية داخل البلدة القديمة في الخليل وأغلق عددا من الشوارع المؤدية إلى الحرم الإبراهيمي.

    وقالت وزارة الأوقاف الإسلامية في الخليل إن سلطات الاحتلال أغلقت المسجد الإبراهيمي نهائيا أمام الفلسطينيين الاثنين والثلاثاء، ومنعت رفع الأذان عبر مكبراته، وسمحت للمستوطنين باستخدام الجزء الخاص بالمسلمين لأداء طقوس دينية والاحتفال داخله بالعيد.

    اعتقالات بالضفة

    وفي الضفة الغربية، أعلن الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء اعتقال 6 فلسطينيين في الخليل وبيت لحم ومخيم بلاطة وشرق نابلس.

    ويشنّ الجيش الإسرائيلي منذ نحو أسبوعين حملات اعتقالات وتفتيش واسعة في الضفة الغربية، يعقبها اندلاع اشتباكات مع الفلسطينيين.

    من جانبه، حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وأعمال القتل للفلسطينيين وغيرها من الاعتداءات، "التي ستؤدي إلى تبعات وخيمة لا يمكن احتمالها أو السكوت عنها".

    ودعا الرئيس الفلسطيني الأمم المتحدة إلى حشد الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الظلم التاريخي الواقع على الفلسطينيين، وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، لتمكين الفلسطينيين من العيش بحرية وسلام وأمن وكرامة في وطنهم.

    وكان أكثر من 100 فلسطيني أصيبوا في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عند مدخل قرية بُرقة شمالي نابلس.

    واندلعت المواجهات عندما قمع الاحتلال فلسطينيين كانوا يحتجون على تأمين جيش الاحتلال وصول حافلات المستوطنين إلى أطلال البؤرة الاستيطانية "حومش" التي أخلتها الحكومة الإسرائيلية عام 2005.

    تقسيم الأقصى

    من جهتها، اتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل بالسعي للتقسيم المكاني والزماني للأقصى.

    كما دعت حركة حماس الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى الاستنفار والاحتشاد لوقف انتهاكات الاحتلال في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل.

    وعدّت الحركة إغلاق سلطات الاحتلال للمسجد أمام المصلين لإقامة حفل غنائي انتهاكا خطيرا للمقدسات الإسلامية واستفزازا لمشاعر المسلمين.

    كما دعا الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني القائمة الموحدة (الذراع السياسية للحركة الإسلامية الجنوبية) إلى الانسحاب الفوري من الحكومة الإسرائيلية.

    وكان الشيخ رائد صلاح وصل إلى المسجد الأقصى عقب اقتحامات نفذها المستوطنون صباح أمس الثلاثاء تحت حماية مكثفة من شرطة الاحتلال.

    وقالت مراسلة الجزيرة إن مجلس الأوقاف الإسلامي اجتمع بوفد من الداخل الفلسطيني بحضور الشيخ رائد صلاح ومحمد بركة رئيس لجنة المتابعة والنائب أسامة السعدي عن القائمة العربية المشتركة.

    وقد هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بتوجيه ضربات قوية لما وصفها بمنظمات الإرهاب في غزة إذا استمر إطلاق النار والتحريض، حسب تعبيره.

    وقال غانتس إن الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية في وضع التأهب للتعامل مع كل طارئ وكل سيناريو، وللحفاظ على حرية العبادة في القدس، حسب تعبيره.

    وطالب مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن الدولي بالتصرف لوقف العدوان على الفلسطينيين في المسجد الأقصى والحرم الشريف فورا.

    كما طالب مجلسَ الأمن بتوفير حماية دولية للسكان المدنيين الواقعين تحت الاحتلال.

    التزام أميركي بأمن إسرائيل

    في سياق موازٍ، أبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالجهود المتعقلة والمسؤولة -حسب تعبيره- التي تبذلها إسرائيل للحفاظ على حرية العبادة لجميع الأديان في القدس.

    وأضاف بيان صدر عن مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي أن الوزير بلينكن هاتف الوزير لبيد، وأن لبيد أكد أهمية أعياد "البيسَح" اليهودي والفصح المسيحي وشهر رمضان.

    وقد أبلغ لبيد الوزيرَ بلينكن أن إسرائيل لن تكون مستعدة للتسليم بالدعوات المؤيدة للعنف، وأكد ضرورة توفر دعم دولي من أجل إعادة الهدوء إلى القدس.

    وفي ردود الفعل الدولية، أفادت الخارجية الأميركية بأن بلينكن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يائير لبيد بشأن أهمية عمل الإسرائيليين والفلسطينيين على إنهاء دائرة العنف عبر ممارسة ضبط النفس والامتناع عن أعمال تذكي التوتر.

    كما بحث الوزيران الجهود المشتركة لمواجهة التحديات العالمية مثل إيران ووكلائها، وفق وصف البيان.

    وجدّد وزير الخارجية الأميركي التزام الإدارة الأميركية الراسخ بأمن إسرائيل، ودان الهجمات الصاروخية الأخيرة من غزة.

    وشدد بلينكن على دعم بلاده لحل الدولتين المتفاوض عليه والرغبة في توسيع العلاقات الإسرائيلية وتعميقها في المنطقة بعد قمة النقب.

    كما قالت الخارجية الأميركية إن بلينكن بحث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس التوتر المتزايد وأعمال العنف في إسرائيل والضفة الغربية وغزة.

    وشدد على أهمية عمل الفلسطينيين والإسرائيليين على إنهاء دوامة العنف بالامتناع عن أعمال وخطابات من شأنها أن تصعّد التوتر.

    وأكد بلينكن التزام الولايات المتحدة بتحسين حياة الفلسطينيين بطرق ملموسة ودعم أميركا لحل الدولتين المتفاوض عليه.

    المصدر : الجزيرة

    فلسطين الأقصى المسجد الإبراهيمي اقتحام اليهود الاحتلال

    أخبار