الجمعة 19 أبريل 2024 12:53 مـ 10 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار أوروبا

    ”مسلمون بريطانيون للغاية”.. وثائقي يرصد الحياة اليومية لـ3 ملايين مسلم في بريطانيا.. هل أنصفهم؟

    رابطة علماء أهل السنة

    كيف يبحث المسلم/المسلمة في بريطانيا عن زوج/زوجة؟، كيف يواجه الشاب المسلم أزمة الهوية؟، وكيف يواجه المسلمون البريطانيون التحديات، محاولين التوفيق بين دينهم وحياتهم في هذا المجتمع الحديث؟.

    عن هذه الأسئلة الرئيسية الثلاثة حاول القائمون على الفيلم الوثائقي "مسلمون بريطانيون للغاية" (Extremely British Muslims) الإجابة عبر رصد واقع حياة مسلمي بريطانيا، بعيداً عن الصور النمطية السائدة.

    ما رصدته كاميرا هذا الوثائقي على مدار عام كامل، وبالتعاون مع مسجد برمنغهام، وهو أكبر مركز إسلامي في أوروبا، بدأت القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني عرضه، مساء الخميس الماضي، عبر ثلاث حلقات يمثل كل منها جزءاً من الفيلم.

    القائمون على ذلك الوثائقي، وفق القناة الرابعة منتجة الفيلم، التقوا بالكثيرين بين قرابة 6000 مصلٍّ يترددون على مسجد ومركز برمنغهام؛ لإقناع بعضهم بالمشاركة في الوثائقي، الذي يهدف إلى نقل صورة واقعية لمسلمي بريطانيا، البالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين من أصل 64.4 مليون نسمة.

    لكن صناع الفيلم واجهوا صعوبات كثيرة للعثور على مسلمين يرحبون بالمشاركة في هذا العمل، وهو ما عزته صحيفة "ذي إندبندت" البريطانية في 2 مارس/آذار الجاري، إلى انعدام الثقة بين المسلمين ووسائل الإعلام، وانتشار خطاب الكراهية ضد المسلمين؛ ما أدى إلى نفور بعض القائمين على وسائل الإعلام الأجنبية من المسلمين، ومن ثم عدم حرصهم على ظهور الصورة الحقيقية للمسلمين، وهو ما زاد من أزمة انعدام الثقة.

    بعد العثور على الضيوف، رافقتهم الكاميرا على مدار اليوم، فشاركتهم تفاصيل حياتهم، بحثاً عن إجابات للأسئلة الثلاثة.

    العلاقات بين الجنسين

    الجزء الأول من الوثائقي، المكون من ثلاثة أجزاء، تطرق إلى العلاقات بين الجنسين، وكيفية اختيار الشريك من أجل الزواج، مع محاولة استكشاف الدور الذي تلعبة المحكمة الشرعية في لندن، لاسيما عندما تلجأ إليها إحدى السيدات للحصول على الطلاق.

    الكاميرا في هذا الجزء، الذي يحمل عنوان "كل العزاب المسلمون" (All The Single Muslims)، رصدت مسلمين وهم يبحثون عن زوج أو زوجة مستقبلية عبر مكتب تيسير الزواج، وهي خدمة يوفرها مركز برمنغهام الإسلامي.

    من بين هؤلاء "بيلا" (24 عاماً)، وهي شابة سجلت بياناتها في المركز، لكنها لا تزال عزباء، فيما ترغب "نيرا" (30 عاماً) في التعرف على رجل يمتلك فكرة عن دور المرأة تختلف عن تلك التي تمتلكها.

    فيما يحاول "آش" (29 عاماً)، وهو باكستاني، الخروج عن منظومة الزواج التي يشرف الأهل على ترتيبها.

    ففي الوثائقي، يقول آش: "أمي حاولت ترتيب زواجي من فتاة باكستانية، فقلت لها إننا من عالمين مختلفين.. فردت: ماذا تقصد؟ فهي تتحدث الإنكليزية".

    الحلقة الأولى من "بريطانيون مسلمون للغاية" حاولت الكشف عما يدور خلف أبواب محكمة برمنغهام الشرعية المغلقة، عبر متابعة مترددين عليها، وبينهم "فاطمة" (33 عاماً)، وهي سيدة تحاول الانفصال عن زوجها بعد 14 عاماً من الزواج؛ بسبب عمله في تجارة المخدرات، وإحساسها بالتعرض لسوء معاملة عاطفية ونفسية منه.

    ومحكمة برمنغهام هي واحدة من 85 محكمة شرعية إسلامية في بريطانيا، تساعد المسلمين في حل خلافاتهم المالية والعائلية والزوجية، استناداً إلى قواعد الشريعة الإسلامية.

    غير أن محكمة برمنغهام تتميز عن نظيرتها بأنها تضم في هيئتها القانونية المحاضرة في مجال القانون الإسلامي "أمرا بوني"، وهي المحامية الوحيدة في بريطانيا التي تتقلد منصب قاضية في محكمة شرعية.

    شاب بلحية

    في الجزء الثاني من "مسلمون بريطانيون للغاية"، والذي يعرض هذا الأسبوع، سيتم سرد قصة شابين مسلمين ملتحيين، وهما "وسيم إقبال" و"نافيد أحمد"، عبر رصد ما يتعرضان له من مشكلات ومواقف غير مألوفة بسبب هيئتهما.

    "أحمد"، وبحسب صحيفة "برمنغهام ميل" المحلية، يقول في الحلقة الثانية: "في القطار مثلاً.. نلاحظ أن الكثيرين يحدقون فينا.. هم يعتقدون أنك ربما ستفجر نفسك".

    ومتعجباً، يقول "إقبال": "في برمنغهام يتعاملون معي على أني أجنبي غريب.. وعندما أعود إلى بلدي، حيث أنتمي فعلياً، يعاملونني أيضاً على أنني أجنبي".

    ومستنكراً، يتساءل :"إذن إلى أين أنتمي (؟!).. من الصعب علينا إيجاد مكان يمكننا فيه التعبير عن وجهة نظرنا.. نحن نشعر بأنه لا صوت لنا، ولا أحد يتحدث باسمنا".

    المركز الإسلامي

    أما الجزء الثالث من الفيلم، المقرر عرضه الأسبوع المقبل، فيركز على العلاقة بين المسلمين ومركز "برمنغهام"، ومدى تأثير هذا المركز على حياتهم اليومية كشباب بريطانيين يحاولون تطبيق قواعد دينهم الإسلامي في شؤون حياتهم، سواء من خلال التواصل المباشر مع أئمة المسجد أو المكالمات الهاتفية عبر الخطوط الساخنة للمركز.

    ففي الحلقة الأخيرة من الوثائقي يقول "محمد إمتياز": "لجأت إلى الاستشارات الهاتفية لمركز برمنغهام في كل مناحي حياتي، بداية من الأمور المتعلقة بالطلاق إلى الحياة اليومية العادية"، وفق "برمنغهام ميل".

    "إمتياز" تابع: "لكن لا يجب حصر أمورنا واستشاراتنا في موضوعات صغيرة، مثل ارتداء الملابس القصيرة أو الذهب.. الهدف من الاستشارات هو أن نسعى إلى تقوية إيماننا".

    استياء.. وصدمة

    في هذا الوثائقي استخدم أحد المسلمين الباكستانيين مصطلح "الرجل الأب"، معبراً عن مدى نفوره منه.

    وهو ما أثار استياء عدد من رواد موقع التدوينات القصيرة "تويتر" فدشنوا "هاشتاغاً" (وسماً) بعنوان: "#ExtremelyBritishMuslims"، للنقاش حول مضمون الفيلم الوثائقي.

    واعتبر البعض أن هذا الوثائقي "لا يمثل الإسلام"، بحسب "برمنغهام ميل".

    بينما أصيب رواد بريطانيون على "تويتر"، وفق "ذي إندبندت" الخميس الماضي، بصدمة من قول مشارك باكستاني في الوثائقي إن المنزل مسؤولية المرأة وحدها، وإنه لا يمكنه كرجل التضحية بوظيفته حتى يجلس لرعاية طفل، مشدداً على أن الطفل يحتاج بشكل أساسي إلى أمه.

    لكن عامة، اعتبر معظم المتابعين أن الحلقة الأولى من "مسلمون بريطانيون للغاية" كانت "ممتعة"، وعلق أحدهم بقوله: "يا له من برنامج رائع (!).. إن برامجاً مثل هذه هي المفتاح إلى مستقبل بلا عنصرية".

    وأشاد آخر بالمركز الإسلامي في برمنغهام، الذي فتح أبوابه عام 1975، قائلاً: "إن فتح المركز أبوابه أمام الكاميرات يمثل خطوة إلى الأمام".

    فيما قال ثالث إنه "نظراً إلى وجود قرابة ثلاثة ملايين مسلم في بريطانيا فمن المهم مشاهدة (مسلمون بريطانيون للغاية) لترى التنوع في الآراء".

    وأثنى مشاهد مسلم على الفيلم الوثائقي، معتبراً أنه "أظهر للعالم أن المسلمين أناس طبيعيين، وأنهم ليسوا العدو".

     

    المصدر : هافينغتون بوست عربي

    أوروبا المسلمون بريطانيا الزواج ملتحي

    أخبار