السبت 27 يوليو 2024 08:49 صـ 20 محرّم 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    واشنطن: ليس لحماس أي دور في إدارة غزة بعد الحربطوفان الأقصى ” اليوم ال 292”.. معارك ضارية في خانيونس و3 شهداء بالضفةمجازر مروعة في خانيونس.. 27 شهيدا وعشرات الجرحى حتى الآن نتيجة القصف الإسرائيليطوفان الأقصى ” اليوم ال 287”.. الاحتلال يواصل القصف العشوائي وانفجار يهز تل أبيب40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المباركمصر .. القبض على فني شاشات إلكترونيةبتهمة الإساء للسيسيهل فرض خلفاء بني أمية سبَّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)...إلى المتباكين والمشككين: تفقدوا إيمانكم وتدبروا قرآنكمطوفان الأقصى ” اليوم ال 271”.. الاحتلال يتكبد خسائر كبيرة و4 شهداء بطول كرم وعملية...مرصد الأزهر يرد على تصريحات بن غفير بشأن ”قتل السجناء الفلسطينيين”طوفان الأقصى ” اليوم ال 270”.. قصف عنيف لخان يونس والاحتلال يعترف بخسائره والشاباك يلغي...طوفان الأقصى ” اليوم ال 265”.. الاحتلال يواصل مجازره ضد المدنيين والمقاومة تستمر في تكبيده...
    مقالات

    تطرف خفي

    رابطة علماء أهل السنة

    تطرف خفي

    بقلم د. سعد الكبيسي 

     

       من أكثر المشكلات العقدية والإيمانية القديمة الجديدة في التعاطي المنهجي معها مشكلة " العلاقة بين الإيمان والأخذ بالأسباب" وعدم ضبط النسب بينهما.

    ومنشأ المشكلة في واقعنا هو التطرف وغياب التوازن في الفهم والممارسة معا لهذه القضية حيث تلتبس الأمور وتتداخل جراء الاستدلال العشوائي للنصوص فيها.

    ويتمثل هذا التطرف الخفي في صورتين: 
    الأولى: صورة الفهم الديني المتطرف لموضوع الإيمان وأهميته وموقعه وتأثيره على حساب الأسباب.
     فمثلا في قوله تعالى :ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين" ينظر إليها أن الإيمان هو الشرط الوحيد والأعظم للنصر والعلو وعدم الحزن والهوان، متناسين النسبة المطلوبة للأخذ معه بالأسباب. 
    ومن ذلك تفسير قوله تعالى:  "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" بأن نصرة الله تكمن في طاعته واتقاء محارمه ونصرة دينه دون اعتبار للأخذ بالأسباب .

     والثانية: الفهم المادي المتطرف لموضوع الأسباب على حساب الإيمان فيظن أن الأخذ بالأسباب هو ملاك الأمر كله وتحسب الأمور وفق القوانين المادية ومعايير القلة والكثرة فقط دون اعتبار للعامل الإيماني وأثره وأن عوامل القوة المادية وحدها هي الكفيلة بأن تحقق لك ما تريد من إنجاز.
    وكلا الطرفين يستعين بآيات وأحاديث تسعفه فيما يذهب إليه من رأي دون النظر للمشهد الكلي للنصوص جميعها في القضية والتي تقول لنا : إن الانجاز في الحياة يتطلب الموازنة الدقيقة لمعادلة الإيمان والأسباب وأن كليهما من الدين.

    إن طغيان الشعور الإيماني دون حد طغيان غير ناضج وتحميل للدين مفاهيم لم يقصدها ومن ثم قرارات سيكون لها تبعاتها الثقيلة. 

    وطغيان الأخذ بالأسباب دون حد طغيان مادي يلغي أو يصغر أثر  الإيمان والمدد الرباني وإغراق في معادلات الواقع ومن ثم أيضا قرارات لها تبعاتها الثقيلة أيضا. 

    إن من أهم دوائر الاجتهاد في زماننا ومن أعظم أدوار المفكرين والفقهاء والمفتين والمربين والموجهين ضبط هذه المعادلة وبيان حالة التوازن الشرعي لتحقيق الإنجاز في الحياة على مستوى الأفراد والمؤسسات والدول، وأن مهمة البيان والضبط هذه الآن هي من أهم الضرورات الفكرية والشرعية والميدانية التي ستجنب الكثير من المجازفات والمغامرات الجريئة أو التخوفات والتحوطات الموهومة على حد سواء.

    التطرف الخفي الأسباب الإيمان الاجنهاد

    مقالات