الأربعاء 24 أبريل 2024 08:51 مـ 15 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    حق الحياة والتعاون الإنساني

    رابطة علماء أهل السنة

    حق الحياة والتعاون الإنساني يعدّ الحفاظ على النفس الإنسانية إحدى القضايا الكلية الكبرى التي ينبغي أن تتعاون عليها أمم الأرض، وشعوب العالم، على اختلاف انتماءاتهم الحضارية والعرقية والمذهبية والثقافية والدينية، بحيث يكون حق الحياة للأفراد والشعوب، من قبيل المشترك الإنساني الجامع الذي يعزز من التعاون والتفاعل بين الناس، ويؤسس للقيم الجامعة التي يتحقق بها الخير والنفع العام للمجتمع الإنساني كله.

    وإننا لنجد دعوة القرآن الكريم إلى هذا التكافل الإنساني للحفاظ على حياة الأفراد والمجتمعات في قوله تعالى «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (المائدة 32).

    حيث نبهت الآية الكريمة إلى أن هلاك نفس واحدة بغير حق هو بمثابة هلاك للإنسانية كلها، وأن إحياء نفس واحدة هو بمثابة إحياء للإنسانية كلها، وفي هذا دعوة قرآنية عظيمة إلى وجوب التكافل الإنساني للدفاع عن حق الإنسان في الحياة، لأن الخطر الذي يصيب أي من أفرادها هو خطر يصيب الناس كلهم.

    ما أحوجنا إلى تفعيل هذه الثقافة الإنسانية التي يؤسس لها القرآن الكريم، والعالم يواجه اليوم فيروس كورونا الذي يفتك بشعوب العالم دون أن يميز بين شعب وآخر ودولة وأخرى، وأن يكون هذا الوباء العام حافزا على تفعيل إرادة التعاون والتكافل بين شعوب العالم كافة للتصدي للأخطار التي تتهدد الإنسانية كلها، وأن تستعيد الدول الكبرى رشدها لتعي أنها لن تستطيع مواجهة العدو المشترك إلا بالتعاون والتكافل والتضامن مع الآخرين، بعيدا عن روح الاستعلاء والاستكبار في الأرض.

    حق الحياة التعاون الإنساني

    مقالات