الأربعاء 24 أبريل 2024 01:04 مـ 15 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار أوروبا

    روسيا تعلن سيطرتها على مدينة إستراتيجية شرقي أوكرانيا وتغيير ”جوهري” للدعم الأميركي والتدريب للقوات الأوكرانية

    رابطة علماء أهل السنة

    أعلنت القوات الموالية لروسيا السيطرة على وسط مدينة سوليدار الإستراتيجية، بينما أكدت أوكرانيا أنها ما زالت تدافع بصعوبة عن المدينة، ووقّع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي الثلاثاء اتفاقية لدعم كييف، وسط أنباء عن تغيير جوهري للدعم الأميركي والتدريب الذي تقدمه لأوكرانيا.

    وقالت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا إنها سيطرت على وسط مدينة سوليدار في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا، مضيفة أن قوات مجموعة فاغنر بدأت عملية تمشيط المدينة.

    وكانت القوات الروسية قد أعلنت سابقا أنها تحرز تقدما على محور القتال هناك، في حين وصفت كييف التقدم الروسي بالجزئي، مؤكدة استمرار سيطرتها على المدينة.

    وأفادت نائبة وزير الدفاع الأوكراني فجر اليوم الأربعاء بأن قوات بلادها لا تزال تدافع عن مواقعها في سوليدار، وأن الجيش الروسي يواصل القتال رغم الخسائر الضخمة التي مني بها.

    بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الوضع في دونيتسك صعب ويتطلب مستوى جديدا من المساعدات العسكرية.

    ووجه الرئيس الأوكراني نداءه إلى الغرب قائلا إن "العالم الحر لديه ما يلزم لوقف العدوان الروسي على بلادنا وإيقاع الهزيمة التاريخية بموسكو".

    وكان زيلينسكي قد صرح أمس بأن بلاده ربحت وقتا إضافيا بفضل الجنود الأوكرانيين، وأنها ستحرر كامل إقليم دونباس.

    وأكد مسؤولون أوكرانيون أن القوات الأوكرانية تواجه موجات من هجمات القوات الروسية على مدينة سوليدار المنتجة للملح قرب مدينة باخموت، في ظل سعي موسكو إلى تحقيق أول انتصار كبير لها في الشرق منذ أشهر.

    دعم وتدريب

    من جهة أخرى، نقلت شبكة "سي إن إن" (CNN) عن مسؤولين أميركيين كبار أن الولايات المتحدة غيرت بشكل جوهري نوعية الأسلحة المقدمة لأوكرانيا، مما سيمنحها قدرة أكبر على الحسم.

    وقال المسؤولون للشبكة إن الأسلحة المقدمة لأوكرانيا جاءت تلبية لطلب كييف، وإنها ستمنح أوكرانيا قدرة أكبر بكثير.

    وأضافوا أن أوكرانيا التزمت بشكل كبير بالقيود المفروضة على استخدام الأسلحة المقدمة من الغرب، مما خفف من التحفظات بشأن إرسال أنظمة أكثر تطورا.

    كما نقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين وأوكرانيين أن نيران المدفعية الروسية انخفضت بشكل كبير عن أعلى مستوياتها في زمن الحرب، بحيث تدنت في بعض الأماكن بنسبة تصل إلى 75%.

    وذكرت "سي إن إن" أن المسؤولين ليس لديهم تفسير لذلك الانخفاض، حيث قالوا إنه في كلتا الحالتين يعد الانخفاض الكبير في نيران المدفعية دليلًا على ضعف موقف روسيا المتزايد في ساحة المعركة بعد مرور عام تقريبًا على بدء الحرب.

    وأعلنت وزارة الدفاع (بنتاغون) أن تدريب القوات الأوكرانية على منظومة باتريوت سيبدأ الأسبوع المقبل في قاعدة "فورت سيل" بولاية أوكلاهوما الأميركية، حيث ستُسلَّم منظومة باتريوت لكييف بعد انتهاء هذه التدريبات.

    وقال المتحدث باسم الوزارة، بات رايدر، للصحفيين إن التدريب سيجهز ما يقرب من 90 إلى 100 جندي أوكراني لتشغيل وصيانة واستدامة النظام الدفاعي، مؤكدا عزم واشنطن تسريع التدريب ليستغرق عدة أشهر بدلا من عام كامل.

    وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 1.85 مليار دولار، تشمل منظومة الدفاع الجوي الصاروخية.

    وفي سياق متصل، قالت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند إن بلادها ستشتري منظومة دفاع جوي متقدمة من طراز "ناسامز" من الولايات المتحدة لكي تقدمها إلى أوكرانيا.

    وأضافت الوزيرة -في تغريدة على حسابها الرسمي- أن هذه الخطوة جاءت بعد حديثها مع نظيرها الأوكراني الذي أكد لها أن الحصول على أنظمة الدفاع الجوي هي الأولوية القصوى لبلاده.

    أوروبا والناتو

    وأكد الاتحاد الأوروبي والناتو -في بيان مشترك- التزامهما بالدعم الكامل لأوكرانيا وحقها في الدفاع عن نفسها، وأضاف أن الطرفين سيعززان التعاون في مجالات الأمن في أوروبا، وسيكرّسان الإمكانات لتحقيق الأهداف المشتركة.

    وذكر الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ أن الاتفاق يهدف إلى تقوية الشراكة بين الطرفين على خلفية اجتياح روسيا لأوكرانيا، بحسب وصفه.

    وقال ستولتنبرغ "نريد رفع التعاون إلى آفاق جديدة، ولدينا كثير من القيم والأهداف التي تجمعنا مع الاتحاد الأوروبي"، وأضاف أن "النظام الروسي يريد أوروبا مختلفة والتحكم بجيرانه ويرى في الديمقراطية خطرا عليه".

    وفي وقت لاحق أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعقد اجتماعا مع حلفائها في ألمانيا الأسبوع القادم، لجولة محادثات جديد بشأن دعم أوكرانيا عسكريا.

    وقالت قاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا إن وزير الدفاع لويد أوستن سيستضيف شخصيا اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا في 20 يناير/كانون الثاني في رامشتاين.

    ووافق رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل على أن الناتو يبقى أساسيا في الدفاع عن الاتحاد الأوروبي، لكنه شدد على أنه لم يتم التخلي عن مسعى تقوده فرنسا من أجل تعزيز "الاستقلال الإستراتيجي" الأوروبي.

    وقال ميشيل إن "جعل أوروبا أقوى يجعل الناتو أقوى، لأن من شأن حلفاء أقوى أن يقيموا تحالفات أقوى".

    وأثارت جهود توسيع دور الاتحاد الأوروبي الدفاعي تحذيرات من احتمال تداخل ذلك مع الناتو، كما أثارت قلق دول في أوروبا الشرقية لا تريد التخفيف من مكانة واشنطن بوصفها الضامن الرئيسي لأمنها.

    وسبق أن قدم عدد من الدبلوماسيين والخبراء العسكريين تقييمهم لما هو ممكن، حيث اقترح الأمين العام السابق للناتو أندرياس راسموسن تسليح أوكرانيا بشكل جيد، وترتيب شراكة إستراتيجية على أساس ثنائي مع الغرب بما يسمح بنشر جنود في أوكرانيا.

    أما قائد القوات الأميركية السابق في أوروبا الجنرال بن هودجز فيرى أن الضمانات الأمنية لن تكون كافية دون عضوية كاملة لأوكرانيا ضمن الناتو، وتزويدها بأسلحة بعيدة المدى لردع روسيا.

    وبدوره، يرى السفير الإيطالي السابق لدى الناتو ستيفانو ستيفانيني أن فكرة الضمانات الأمنية برمتها قد عفى عليها الزمن، وأن الحل يكمن في ما سماها "حلولا دبلوماسية إبداعية" تضمن توفير بعض الاحتمالات القوية للسلام والأمن.

    مواقف أوروبية

    وفي سياق متصل، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنه لم يتم بعد اتخاذ قرار نهائي بشأن إرسال دبابات بريطانية إلى أوكرانيا.

    وجاء ذلك بعدما أفادت تقارير إعلامية بأن بريطانيا تعمل على تقييم مزايا تزويد أوكرانيا بدبابات من نوع "تشالنجر2" لمساعدة الجيش الأوكراني على مواجهة القوات الروسية.

    ورفضت وزارة الدفاع البريطانية التعليق على التقارير، لكنها قالت إن الحكومة البريطانية ملتزمة بتوفير المساعدات العسكرية لأوكرانيا بنفس حجم السنة الماضية أو أكثر، وإنها ستواصل تقديم التدريب والمزيد من المعدات العسكرية لأوكرانيا.

    وزارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مدينة خاركيف الأوكرانية، القريبة من الخطوط الأمامية للحرب، لتصبح أول عضو في مجلس الوزراء الألماني يتفقد المنطقة بشكل مباشر.

    وقالت بيربوك إن آثار الدمار الروسي عميقة في كل زاوية وشارع، ووصفت المدينة برمز الجنون المطلق للحرب الروسية في أوكرانيا والمعاناة اللامتناهية التي يواجهها الناس، حسب قولها.

    ووعدت الوزيرة الألمانية بتقديم مزيد من الأسلحة لكييف، بالإضافة إلى "عروض ملموسة" لمساعدتها على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

    الموقف الروسي

    وفي موسكو، قالت الرئاسة الروسية إن تورط الولايات المتحدة وحلف الناتو في الوضع الراهن بأوكرانيا واضح، وأصبحا بحكم الواقع طرفا غير مباشر في الصراع.

    وأضاف الكرملين أن محاولات مصادرة الأصول الروسية ستحمل عواقب على جميع البلدان التي ستحاول دعم هذا الخيار.

    في الأثناء، قال سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إن الغرب يريد محو روسيا من خريطة العالم، وإن الحرب في أوكرانيا هي مواجهة مع الناتو، معتبرا أن روسيا تمتلك كل الموارد لتحقيق السيادة الاقتصادية.

    وأضاف باتروشيف، أن روسيا بحاجة إلى جيش قوي واستخبارات لمواجهة التهديدات العسكرية، كما اعتبر أن الاكتفاء الذاتي لروسيا يزعج الغرب الذي يسعى إلى تقطيع أوصال البلاد، حسب تعبيره.

    واعتبر المسؤول الروسي أن انسحاب الولايات المتحدة المفاجئ من أفغانستان يعود بشكل كبير إلى الحاجة إلى التركيز على أوكرانيا.

    صعوبة المفاوضات

    وعلى الجانب الآخر، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه لا يرى أي مؤشرات حقيقية على أن روسيا مستعدة لبدء مفاوضات جادة مع بلاده، وإنه لم يبق أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوى القبول بالهزيمة.

    وأضاف في مقابلة مع الإذاعة الوطنية الرسمية أنه ليس لدى الروس الكثير من الخيارات، باستثناء خيار واحد لا يريدون الاعتراف به، وهو إعلانهم خسارة الحرب.

    واتهم كوليبا قادة روسيا بعدم اهتمامهم بالبحث عن مخرج دبلوماسي حقيقي، مكتفين بإلقاء المزيد من قواتهم باتجاه الجبهات للانتصار بأي ثمن.

    من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده بذلت وتواصل بذل جهود كبيرة من أجل إنهاء الحرب.

    وأضاف جاويش أوغلو أن تركيا مؤمنة أن الحرب ستنتهي على طاولة المفاوضات، وفق تعبيره.

    أوكرانيا روسيا باخموت سوليدار أمريكا سيطرة زيلينسكي دعم

    أخبار