الخميس 18 أبريل 2024 09:16 مـ 9 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    التحديات الداخلية التي تواجه الفكر الإسلامي المعاصر

    رابطة علماء أهل السنة

    مقدمة: الأمة العظيمة هي الأمة المتماسكة من داخلها، لأن التماسك الداخلي هو الذي يبقيها ثابتة أمام مختلف التيارات والأعاصير التي تريد انتزاعها من جذورها. ولابد لكل أمة من شعوب وأفراد ينتمون إليها، ولا بد لها من منهج يحكمها وتحتكم إليه، وهذه الأمة الإسلامية هي أمة عالمية يستطيع من شاء من أفراد وشعوب الأمم الأخرى أن ينتمي إليها، كما أنها أمة ذات منهج رباني ثابت يوحدها إلى يوم القيامة، فهي أمة إنسانية ربانية واحدة، وقد أكد الله عز وجل وحدة هذه الأمة فقال عز وجل: (وإن هذه امتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)[الأنبياء/92]. وبين لها المنهج الذي ينبغي أن تعتمده مصدرا لوحدتها وقوتها وهو الاعتصام بكتابه المنزل، فقال عز من قائل: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) [آل عمران/103]، والتماسك الداخلي أمرتنا به آيات كثيرة منها قوله تعالى: وقوله (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) [الأنفال/46] وهذا بقصد تأكيد وحدة الأمة، كما أكد سبحانه على ضرورة الالتزام بالمنهج دون تغيير، وندد الله عز وجل بالضعف والتخاذل والتغيير الذي يعتري الأجيال اللاحقة من الأمم فيعزلها عن منهج سلفها الطاهر كما جرى مع من قلنا من الأمم، فقال عز وجل: ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) [سورة مريم/59]. وبين النبي عليه السلام القسطاس المستقيم والمنهج القويم لهذه الأمة الذي يحفظ لها وحدتها وشخصيتها المتمثلة بالمنهج الرباني، فقال: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله) رواه مالك في الموطأ .   الخلل يطرأ على مسيرة هذه الأمة ولكن لما كنا أمة كباقي الأمم تجري عليها سنن الله الكونية، فقد اعترانا ما يعتري الأمم الأخرى من وهن وضعف وتمزق واختلاف، حتى غدت وحدة الأمة شعارا بلا رصيد من الواقع، وكأنها دعوى بلا دليل، وازداد الأمر سوءا في القرون الأخيرة، يقول العلامة علي القاري مشخصا أدواء الأمة في القرن العاشر الهجري: (استقرت الخلافة في أيدي الظلمة بطريق التسلط والغلبة من غير مراعاة شروط الإمامة  أولا، ثم في زيادة الظلم والتعدي على الرعايا والتحكم عليهم بأنواع البلايا وأصناف الرزايا ثانيا، ثم في إعطاء المناصب لغير أربابها المستحقين لها وعدم الالتفات إلى العلماء العاملين، والأولياء الصالحين ثالثا، ثم غالب سلاطين زماننا تركوا القتال مع المشركين وتوجهوا إلى مقاتلة المسلمين لأخذ البلاد وإعطاء الفساد، ولذا قال بعض علمائنا: من قال سلطان زماننا عادل فهو كافر).  ومثل هذه الفتوى التي نقلها القاري عن شيوخه تعتبر فتوى مغالية، إذ لا يكفر الإنسان إذا نعت السلطان بغير ما فيه، وإنما يدخل هذا ضمن الكذب والتضليل، ولكن جموح الفتوى جاء صدى لواقع ذلك العصر وما يمور به من فتن وتطاحن وصراع داخلي تعيشه الأمة، ومن العجب أن تصبح أمة بيدها كتاب الله في حالة من الفوضى والتخلف لا تحسد عليها، وهو ما حذرت منه آيات كثيرة، قال تعالى: (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم) [الحشر/19] فنسيان الذات معناه فقدان الهوية مما يقتضي التيه والتخبط والضياع، وهو ما آلت إليه هذه الأمة، وإن كان النبي عليه السلام قد استشرف هذه الحالة من قبل، وحذرنا منها، فقد روى علي، قال: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا يبقى من القرآن إلا رسمه، مساجدهم عامرة، وهي خراب من الهدى، علماؤهم شر من تحت أديم السماء، من عندهم تخرج الفتنة، وفيهم تعود). رواه البيهقي في شعب الإيمان  وهذا الحديث يشكل تحذيرا عاما للأمة، وهو موجه بشكل خاص للمؤسسة الدينية الإسلامية الرسمية منها والشعبية على حد سواء حيث يحذرها من الانحراف عن هدي محمد، والانخراط في الفتن، وأن يتحول الإسلام على يديها إلى مجرد طقوس شكلية، والقرآن إلى مجرد أصوات جميلة، ولحن عذب تستمع به الآذان دون العقول، وتعيه الأبصار دون البصائر!   واقع الإسلام في فجر الدعوة إن الإسلام في عهده الأول لم يكن يهتم بنقش المساجد، وزخرفة المصاحف وجعلها للبركة أو الزينة، والطرب في المناسبات والموالد، وإقامة الحفلات الدينية الصاخبة، وتصدير الفتاوى الرسمية حسب الطلب، حتى صار بعض هذه الفتاوى يناقض بعضها بعضا من بلد إلى آخر، مما يزري بواقع الأمة الثقافي والديني،  وإنما كان عقيدة وقولا وعملا، سعى الرسول عليه الصلاة والسلام من خلاله إلى إقامة الأمة الصالحة التي يشمل صلاحها الفرد والأسرة والمجتمع، وتكون قادرة على إقامة منهج الله في الأرض، وتقوم بتبليغه للناس بشتى الوسائل المحببة، وأوجد من خلال هذه الأمة حضارة الخير التي كانت منطلقا لما جاء بعدها من حضارات، وكان ينبغي لها أن تستمر وتنمو لتمتد ظلالها إلى كل المعمورة، بيد أن الانقسام الداخلي الذي مزق الأمة، والتطاحن على السلطة، وتحولها إلى ملك عضود، وجمود البحث العلمي في الفترات الأخيرة، وانتشار الفساد الاجتماعي والاقتصادي، كل هذه الأسباب جعلت المسلمين يتنحون عن قيادة الأمم، وتوجيه سفينة البشرية!   جذور مشكلاتنا المعاصرة إن الإسلام اليوم يكاد يختلف وضعه عن عهده الأول، لا من حيث تعاليمه، فهي محفوظة ثابتة في الكتاب والسنة، ولكن من حيث تطبيقه وجمود فهم المسلمين وتمزقهم وتحولهم إلى شعوب متشرذمة متخلفة تجسد صورة سيئة للأمة المتهالكة الموشكة على الفناء، وكأنها غثاء السيل كما ذكر النبي عليه السلام. وتعود جذور مشكلاتنا الحضارية في مختلف الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية إلى جملة أدواء فكرية وتربوية يعاني منها حملة الفكر الاسلامي، والعاملين في الدعوة، ويمكن إيجاز أهمها بما يلي:   أولا: اجتزاء الإسلام، فالإسلام منهج شامل للحياة، ولكن بعض الجماعات تحب أن تأخذ منه جانبا تجعله منهاجا لها، وتطرح بشكل عملي بقية الجوانب في الكتاب والسنة وإن كانت تؤمن بها نظريا، فمثلا هنالك من جعل مكافحة البدع ديدنه معتمدا على حديث: (وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) ، وهنالك من جعل الولاية والكرامات ديدنه معتمدا على حديث: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها) ، وهنالك من جعل مجاهدة السلاطين ديدنه معتمدا على حديث: (أفضل الجهاد من قال كلمة حق عند سلطان جائر) ، وهنالك من جعل الحديث عن التجديد ديدنه، معتمدا على حديث: (إن الله عز وجل يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) . وهنالك من جعل تصحيح التاريخ ورد الخلافة إلى أهلها ديدنه معتمدا على حديث: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي) ، وكل فرقة من هؤلاء تعيش في هاجس حديث الفرقة الناجية، وتظن نفسها أنها على الصراط المستقيم، وأن بقية الفرق من أرباب الجحيم، مع أن الإسلام يتسع لهذه الفرق جميعا، ومنهجه أعم منها جميعا، فمكافحة البدع والخرافات، وإثبات كرامات الأولياء، وقول الحق للسلاطين، والتجديد في الدعوة، وحب آل البيت وموالاتهم، كلها أمور هامة، وهي تشكل جزء من برنامج الإسلام في الحياة، ولكنها ليست كل برنامج الإسلام، فالإسلام برنامج كامل للحياة وليس مجرد قضايا جزئية كالتي يشتغل بها هؤلاء.   ثانيا: جهل الواقع والمتغيرات بين الأمس واليوم، فما زال التفكير عندنا يدور حول النصوص المروية بمعزل عن فقه الواقع، وننسى بأن النصوص الدينية جاءت لمعالجة واقع متأزم في الجزيرة وما حولها إبان فجر الدعوة، وأنها راعت ظروف الناس وأحوالهم، وتطبيقها على الناس اليوم يحتاج إلى دراية المتغيرات التي تمت في المجتمعات، وإلى مهارات وخبرات وعلوم وحذق لا يقل عن حذق الطبيب بمريضه المقعد، فتجد مثلا من المسلمين من يقرأ آيات الجهاد ويريد تطبيقها في الواقع مباشرة، متجاهلا التطورات الهائلة في النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي حدثت بين الأمس واليوم، فالحرب لم تعد مجرد سيف، وإنما قد تكون حربا تكنولوجية واقتصادية وثقافية ونفسية أيضا، والدولة قد تطورت أجهزتها بشكل كبير، وصار لها من النظم والقوانين ما لا ينبغي تجاهله، وتطورت أنظمة التجسس والمراقبة حتى صارت تطارد الحركات والسكنات للبشر، فلا يمكن إعلان الجهاد من قبل فرد أو جماعة، وإنما الجهاد حق للدولة الإسلامية التي لها رئيس شرعي منتخب، وذلك لغرض حماية الدولة ومكتسباتها وحماية الدعوة في آن واحد، وأما إعلان الجهاد من قبل فرد أو مجموعة نيابة عن الأمة فأمر لا ينبغي إلا في حالة الغزو الخارجي على الأمة، أما اقتتال أفراد الأمة فيما بينهم تحت ذريعة الجهاد فأمر يفتت وحدة الأمة ويبدد قدراتها على مختلف الأصعدة.   ثالثا: الانغلاق ورفض الآخر، وهو أمر محزن وجوده بين الدعاة إلى الله في حقل الدعوة، وسبب هذا التعصب للهوى، وعدم القبول بتعددية الصواب، وقد تعرض كثير من أهل العلم في تاريخنا إلى البلاء بسبب تحريض من زملائهم في العلم الذين سعوا إلى السلاطين ليكون السيف حكما بين العلماء! حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية مات في السجن وهذا مجرد نموذج لا أكثر! ولو أردت جمع آلاف الصفحات وعشرات الكتب التي راجت بين الناس وهي تحمل فكر العزلة والانغلاق لأمكنني ذلك، وعقلية الانغلاق عقلية مدمرة، فالناس من طبعهم الاختلاف، والمجتمع عادة يجمع شتى الناس المختلفين فيما بينهم فكريا، ولكن مصالحهم تقتضي لقاءهم وتجمعهم، وإذا كان على الإنسان أن يتقبل العيش مع غير المسلمين وفق مبدأ: (لكم دينكم ولي دين) ، فهو أولى أن يتعايش مع بني دينه ممن نطق بالشهادتين وأقر بأركان الإسلام والإيمان، وأما الحكم على الناس بالردة وإعلان الوصاية على التوحيد، وجعله خاصا بفرقة دون سواها، فهذا تشويه للإسلام، وقتل للحرية الفكرية والتعددية المذهبية، وصدام لفطرة المجتمعات التي تقتضي التنوع، وخلاف لمنطق التاريخ، فلا يعقل وقد تمزقت الأمة أحزابا وجماعات أن تعود إلى فهم واحد ورأي واحد في فهم الكليات والجزئيات والفروع، فهل يبقى التناطح قائما بين هذه الجماعات إلى الأبد، بينما بيت المقدس يئن تحت الاحتلال، والأمة تزاد فسادا يوما بعد يوم، أم يقتضي المنطق التلاقي على قاعدة: (نجتمع على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه). وهناك من يرفض القاعدة السابقة أيضا، فإذا تعذر اللقاء على المبادئ فليكن على المصالح، فكلنا في الهم شرق كما قال شوقي، والغرب لديه من الخلافات السياسية والدينية أكثر مما عندنا، ومع هذا وحدتهم المصالح الاستراتيجية، ولكن المصيبة ألا توحدنا العقيدة ولا المصلحة وكل يدعي أنه على حق، في وقت تستباح فيه حرمات هذه الأمة يوما بعد يوم، ويزداد الأكلة على قصعتها من كل حدب وصوب!   رابعا: تقديم العاطفة على العقل، وهذه قضية مهمة جدا، يقع فيها أكثر العاملين بالدعوة الذين يراهنون على ما يسمونه بالشارع الإسلامي والجماهير العريضة مما كان يطلق عليه العلماء قديما بالعامة والدهماء، فهم يستحثون العواطف للنهضة دون العقول، ويلقون بأنفسهم ومن معهم في المهالك والطامات تحت ذريعة الإصلاح، وإذا قلت لهم إنه ينبغي أن يكون هنالك نوع من الإعداد الجيد، والتكافؤ في العدد والعتاد، حدثوك عن التوكل والشهادة، وكأن القضية كلها أن نموت لا أن نبني مجد الدعوة وحضارة الإسلام! وإذا حدثتهم عن ضرورة التحديث والتطوير للمصانع والقوة الاقتصادية للأمة، قالوا لك إن الصحابة لم يكن لديهم شيء من ذلك، وإذا حدثتهم عن العلوم والاختراعات عند الآخرين، قالوا إن الصحابة كانوا أميين، فهم يغالطون من حيث لا يشعرون، ويتجاهلون ما حصل من تغييرات في هذا العالم، فالصحابة كانت لهم علوم العرب، وإنما كانوا أميين بمعنى عدم معرفة معظمهم بقواعد الكتابة، ولكنهم لم يكونوا أميين بمعنى أنهم جهلة، فالجاهل لا يمكن أن ينتصر على العالم، ولم تكن لديهم مصانع لأن المجتمع كان بسيطا، ولكن كان منهم من يعمل بالحدادة كعمار بن ياسر، ومنهم من عمل بالنجارة وغير ذلك.  ثم إن الصحابة هم قدوتنا في صدقهم وإخلاصهم وجهادهم وباقي المنظومة الأخلاقية، ولا يجب أن يكون ذاك بالضرورة  في خصوصياتهم الاجتماعية وعلومهم الإنسانية التي كانت بنت مجتمعاتهم ويشاركهم فيها المشركون أيضا، لذا ينبغي على الخطاب الإسلامي المعاصر وعي ذلك تماما، وتقديم العقل على العاطفة، وتفضيل البحث والتجربة على الأوهام والأساطير التي تدغدغ العواطف وتدمر الواقع في آن واحد.   خاتمــــة إن إصلاح الفكر والتربية هو أساس وجود الفرد الصالح الذي يكون اللبنة الصالحة لبناء المجتمع المتحضر، والإصلاح الذي نطلبه هنا ليس الإصلاح السطحي الذي يقوم على تعريف الفرد بالخير وحثه على ترك الشر فهذا موجود والحمد لله، وإنما هو الإصلاح المنهجي الذي يسعى إلى لم صفوف هذه الأمة وإعادة وحدتها أمام الأمم الأخرى التي تحاول إنهاكها وتمزيقها، وهذا الإصلاح لا يتم إلا بالتأكيد على الكليات التي يلتقي عليها المسلمون من قواعد الإيمان وأركان الإسلام، ونبذ الفرقة ومراعاة الأولويات والمصالح الشرعية، وفهم الواقع وإدراك تحدياته، والبعد عن السطحية والعواطف الغوغائية للأمة، وإدراك الممكن والعمل في نطاقه، والبعد عن الأحلام والخيالات والوهم، و ما لم يتم إصلاح واقع الدعوة والعلماء، فيُخشى أن يتحقق حديث الرسول عليه السلام الذي سبق ذكره قريبا حول خراب المساجد وشيوع الفتنة، ولا ندري لعله كان يقصد واقعنا، أم أن هنالك ما هو شر من هذا الواقع ينتظر هذه الأمة، نسأل الله أن يلطف بالإسلام وأهله، وأن يسدد خطانا جميعا إلى ما يحبه ويرضاه.   -------------   - مشكاة المصابيح للتبريزي، بتحقيق الألباني، (1/66).   - مرقاة المفاتيح، (10/107).    - مشكاة المصابيح، (1/91).   - رواه مسلم عن جابر، انظر: مشكاة المصابيح، (1/51).   - من حديث رواه البخاري عن أبي هريرة، انظر: مشكاة المصابيح، (2/699).   - رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه، انظر: مشكاة المصابيح، (2/1094).   - رواه أبو داود عن أبي هريرة، انظر: مشكاة المصابيح، (1/82).   - متفق عليه عن سعد بن أبي وقاص، انظر: مشكاة المصابيح، (3/1719).   - سورة الكافرون، الآية (6). - See more at: http://www.islamsyria.com/portal/article/show/8900#sthash.7qpp7frj.dpuf

    التحديات الاسلام الفكر الواقع

    مقالات