السبت 20 أبريل 2024 02:21 مـ 11 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    الكراهية المقدسة

    رابطة علماء أهل السنة

    الكراهية المقدسة

    بقلم . الشيخ / محمد قاسم الجمالي

       ضجة كبيرة حولنا, وصوت مدوي صاخب ينقرآذاننا , وأشخاص ذهب الحياء من وجوههم ينعقون صباحا ومساء حتى سئمنا ما يقولون بعد أن انخدعنا طويلا بكلماتهم الرنانة الخالية عن كل معنى , انها الأكذوبة الكبرى التي بها خُدعنا وبها أُضللنا , وعن طريقها تم احتلال أرضنا ونهب مقدراتنا وثرواتنا, وسلب ارادتنا .
    التسامح, الإخاء, القبول بالآخر..... 
    معانٍ راقية وأخلاق عالية هي في الواقع من صميم ديننا , لكنها وضعت في غير موضعها ,ووجهت إلى غير طريقها , فيطلبون منا التسامح مع من يقتلنا كل يوم ,  وينهب ثرواتنا منذ عشرات السنوات ولا يزال ,  يطلبون منا التسامح والإخاء مع من يجب علينا كراهيته وبغضه , يريدون منا أن نقبل بالآخر الذي يدوس على رقابنا إن لم يقطعها, ويؤذينا في ديننا إذا لم يخرجنا منه (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا) يريدون منا القبول بمن لا يقبلنا , بل يعتبرنا لا نصلح للحياة  ولا نستحق أن نكون بشرا نتمتع بأقل حقوق الإنسانية.


       إنهم أعداؤنا !! والمعاملة مع العدو تكون بالمثل في أقل درجاتها , وأما العفو والصفح والمسامحة فإنها غير معتبرة من الضعيف, وادعاؤنا أننا نتمثل هذه الأخلاق الإسلامية هو في الحقيقة هروب منا  من الإعداد لذلك اليوم العظيم يوم الانتصار والريادة .


       نعم نحن نعفو ونصفح عن أعدائنا لكن عندما نكون أقوياء قادرين على فعل ما نريد,  في الوقت الذي نريد ولا يمنعنا من ذلك مانع ولا يردنا راد -  وتاريخنا حافل بتسجيل كثير من هذه الاحداث- أما الآن فإنهم يأتون من شرق الدنيا وغربها وشمالها وجنوبها ليقتلونا ويفعلون بنا الأفاعيل , ثم يقولون إن الصفح والمسامحة والمحبة من أخلاق الإسلام !! نعم هي من أخلاقنا ولكن من أخلاقنا أيضا أننا لا نقبل الظلم ولا نريد العدوان , ومن منهجنا في المعاملة (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) ومن أخلاقنا (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم)


       إنها مصطلحات تلقى علينا لصرفنا عن فهمها على حقيقتها , ثم يفسروها لنا كما يريدون !! ولدينا  -في الحقيقة - الكفاية في القران والسنة , والتي من خلا لها نفهم أعداءنا وما يتلفظون به  وما يكنون في صدورهم من الحقد والغل (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن يُنزل عليكم من خير من ربكم  ) من خير ولوكان قليلا وقد سمعناه وشاهدنا من بعضهم  قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)  يتربصون بنا الليل وانهار لا يفترون ولا يملون أو يسأمون (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمتو اليهود والذين أشركوا) ولو أحببناهم فإنهم يكرهوننا (هآنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم )


    هذاغيض من فيض وصفحات القرآن تتحدث في كثير منها عن أعدائنا وترشدنا الى طريقة التعامل معهم , كما أن التجارب التأريخية معهم كثيرة وكلها مكتوبة مسطورة.

    الحب الكراهية التسامح الاخاء العزة

    مقالات