الجمعة 26 أبريل 2024 11:16 صـ 17 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    غر هؤلاء دينهم

    رابطة علماء أهل السنة

    .

    لا شك أن الكفار و المنافقين شاهدوا من المسلمين الأوائل ولمسوا منهم طيلة عمر الرسالة  ، وعبر مراحل الدعوة رؤية واضحة ورسالة سامية وغايات نبيلة  وخطة واضحة ، وأن هذه الرؤية تمثلت في تعبيد الناس لله رب العالمين وحده لا شريك له ، والرسالة في نشر عقيدة التوحيد وايجاد مجتمع اسلامي يتعاون افراده على البر والتقوى ، واقامة دولة تقيم العدل وتنشر الخير في العالم ، بينما تتمثل الخطة في التربية والتعليم ثم التدريب والتكليف ثم العمل والتنفيذ ، كل هذه الأمور كانت واضحة وجلية في خطاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه من الدعاة ، وتجسدها جهودهم وجهادهم ، يتوارثونها جيلا عن جيلا .
    لم يكن العرب ولا غيرهم من أهل الجاهليات المختلفة عهد بهذا النوع من البشر الذين يدركون حقيقة الغاية من وجودهم في هذه الدنيا ، فضلا من ان ينذر حياتها لتحقيق تلك الغاية ، كان الناس من قبل يعيشون ويموتون كما تعيش وتموت الانعام، ضلال في الدين ، وتيه في الوجهة ، وضياع في الاخلاق والقيم . 
    السبب الوحيد في إخراج هذا النوع من البشر هو العقيدة لا غير وهي ما عبر الجاهليون عنها ب ( الدين ) فهي وحدها القادرة على صناعة طبقة من البشر يعرفون ربهم أولا ، و يدركون الغاية من وجودهم ، ويسعون جاهدين للإصلاح والخلافة في الأرض ، قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) .  
    هذا ، وما زالت المعطلة من الناس عن الرؤية والرسالة والغايات يطلقون الصرخة نفسها ، حين يشاهدون أو يعايشون او يواجهون المصلحين من ابناء الامة الاسلامية ، من  الذين يحملون رسالة الاسلام ، ويتبنون قضايا الأمة الكبرى ، ويضحون بالأنفس والنفائس في سبيلها ان ( غر هؤلاء دينهم ) ، ولسان حالهم مالكم ولفلسطين  وللعراق والصومال ، ما ذا يضركم لو حكم الناس بالعلمانية وعاشوا في رفاهية ، وهل يضركم انتشار الخمور والمخدرات بين شعوب العالم ، ما أضعف حيلتكم وما أكبر مشروعكم ، ماذا حصدتم من تضحياتكم الجسيمة وبلائكم العظيم  !!! 
    هذا هو ما يفسر اللغز المحير  من بقاء الفرقة الناجية والطائفة المنصورة التي لا يضرها من خذلها ولا من خالفها الى يوم القيامة ، وهي لا تزال تقاتل في معاركة غير متكافئة الأطراف ، وفي قضايا يقل فيه الظهير والنصير ،  متوكلين على الله ، ومصدقين لوعده ، وموقنين بنصره للمؤمنين ، قال تعالى (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم ) . 

    بقلم نجوغو صمب

    غر دينهم الفرقة الناجية المنصورة الدعوة

    مقالات