رسالة لأهل الغوطة : معذرة ... لا تصدّقونا !!!

أيها المذبوحون في الغوطة نريد أن نحافظ على ما تبقى من حياتكم لكن دون أن تتهدّد راحة واحد منّا أو استقراره أو يغيّر طقوسه اليوميّة لأجل دمائكم.

أيها المختنقون بالكيماوي في الغوطة نريد أن ننصركم لكن دون أن نفقد نسمةً هواء نقيّ نتنعّم بها.

أيّها الجرحى الذين يترت أقدامهم وأيديهم في الغوطة؛ نريد أن نثأر لجراحكم ولكن دون أن نمشي بأقدامنا خطوة أو نُتعب من أيدينا لأجلكم أصبعًا.

أيّها المتضوّرون جوعًا وفاقةً تحت سياط الحصار في الغوطة نريدُ لكم أن تطردوا الجوع وتدوسوا الفقر لكن دون أن نمنع عن أنفسنا أو أهلينا وجبة من طعام نشتهيها، أو نبذل مما بين أيدينا مهما كان قليلًا، ودون أن نغيّر من نمط إنفاقنا اليوميّ لأجلكم.

أيّتها المعتقلات في زنازين الأسد نريد لكنّ الحريّة لكن دون أن نُتعبَ حناجرَنا أو أبداننا أو نغادر دفئنا لأجل أوصالكنّ المرتجفة من البرد والخذلان في الزنازين.

أيّها الأطفال الصارخون رعبًا في الأقبية تحت القصف في الغوطة نريد لكم الأمن وضحكات الأطفال التي نتغنّى بسحرها لكن دون أن نغادر أرائكنا أو نهجر القيلولة أو نقلل ساعات النوم في فرُشنا الوثيرة.

أيّها المتدثّرون بالموت في الغوطة :  نريد أن ننصركم ...

لكن دون ثمنٍ ...  ودون جهدٍ ...  ودون بذلٍ ... ودون فعلٍ ...  ودون تضحية... ؛ فلا تصدّقونا.

#أنقذوا_الغوطة

محمد خير موسى