الخميس 18 أبريل 2024 06:16 مـ 9 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    مصافحة المرأة للرجل .. بين الإرهاب وحرية الاعتقاد

    رابطة علماء أهل السنة

    رفضت مغنية إسرائيلية مصافحة الرئيس الأميركي جو بايدن موضحة أنها جاءت من خلفية دينية قد لا يفهمها كثيرون، ولديها رغبة في الحفاظ على نمط حياتها من اللباس واللمس، إذ لم يسبق لها أن لمست المخدرات ولا ظهرت مخمورة على خشبة المسرح من قبل.

    هكذا كان ردُّها، واحترم الجميع حريّتها الشخصيّة ولم يعترض عليها أحد.

    أتخيل لو أن هذه المرأة مسلمة ووقفت في نفس المشهد وبررت موقفها بنفس المبرر، ما هو التعليق المتوقع من الإعلاميين والفلاسفة ومدّعي العلم؟

    كانت ساعتها الدنيا قامت ولم تقعد، كما حدث في مرات سابقة، وطلعت علينا أصوات تقول أن العقل الذكوري يريد تأبيد السيطرة على المرأة وسجنها في معتقل "الحلال والحرام" و"الجائز والمنهي عنه"، وقال آخر إن تحريم المصافحة بين الرجال والنساء يصنع تابوهات داخل المجتمعات الإسلامية، وقال ثالث تشدد، وقال رابع إرهاب، وخامس وسادس...

    وأنا الآن أتسائل، أين هذه الأصوات الآن ولماذا لم تعلّق على المغنيّة اليهودية، ولماذا لم ينصبوا لها على صفحات إعلامهم محاكمات التخلف والتشدد والإرهاب والذكورية والعنصرية إلى آخر هذه الألفاظ التي لا يُوصف بها إلا المسلمين؟!

    لماذا لكل نساء الدنيا "الحرية الشخصية" في الملبس والملمس، إلا المرأة المسلمة التي يتربص بها القاصي والداني، والهدف الأساسي عندهم هو النيل من حجابها وتمسكها بدينها وثوابتها.

    لماذا تحارب فرنسا الحجاب وتمنع المحجبات من دخول المدارس والمؤسسات ويدّعون أنها بذلك تهدم مباديء علمانية الدولة؟ ولم يرد ذكر الراهبات الذين يرتدون زيّا خاصا أقرب إلى الحجاب، ألا يهدم زي الراهبات علمانية الدولة ويهدد السلم الاجتماعي؟! أم أن القضية هو الإسلام بكل ما تحويه الكلمة؟

    الحقيقة أن الجميع يدرك أن المسألة لا تكمن في حجاب ولا مصافحة ولكنها تكمن في الحقد الدفين على الإسلام ومعتنقيه، ومحاولة زعزعة ثوابته والطعن فيه.

    وقد أدرك الغرب أن حجاب المرأة المسلمة -المسلمة فقط- رمز للتحدي يشكل خطراً على أيديولوجيته العلمانية ولذلك قرر منعه. فشعاراته البراقة، وشعارات الثورة العلمانية كلها سقطت في سبيل منع الحجاب وبدا للناس جميعاً حقيقة طالما خفيت عليهم وهي أن شعارات الحرية والديمقراطية إنما هي مجرد أوهام وأحلام خُدعوا بها.

    القضية يا سادة ليست في تفنيد الفعل، مصافحة أم حجاب أم غيرها، ولكنها تكمن في محاولة طمس الهويّة الإسلامية وتحويل مجتمعات المسلمين إلى مجتمعات ممسوخة لا مرجعية لها ولا ثوابت.

    مصافحة المرأة الرجل حلال حرام الحجاب فرنسا

    مقالات