الجمعة 19 أبريل 2024 09:42 صـ 10 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    ضرورة تحييد سلاح الفضائح

    رابطة علماء أهل السنة

     

    ضرورة تحييد سلاح الفضائح

    مقصدي هو هذا النوع من الفضائح الأخلاقية التي تورط فيها فئات من الناس أو تم توريطهم فيها بصورة ممنهجة من جهات هي في أغلب الأحوال أجهزة انتقلت من استخدام هذه الأساليب القذرة مع الجواسيس والعملاء إلى استخدامها مع كبار الموظفين من قضاة وضباط ونقابيين وإعلاميين وغيرهم لتكون سيفا مسلطا على رقاب هؤلاء ليتم توريطهم في جرائم  ضد شعوبهم وأمتهم ومنعهم من الرجوع فإذا عصى أو تململ نشروا غسيله القذر على مرأى ومسمع من الناس عقاباً له وردعا لأمثاله 

    لا شك أن أعظم إفساد لسلاح الفضائح هو اجتناب الفواحش والموبقات تقوى لله عز وجل وصيانة للأعراض 

    ولا شك أن التربية الإسلامية الصحيحة والصحبة الصالحة  وحرص المسلم على ألا يؤتى الإسلام والمسلمين من جهته  خير معين بعد الله عز وجل في هذا السبيل

    وكذلك حسن الاختيار عند الزواج وحسن الاصطفاء عند قبول الراغبين في المشاركة في المشروعات الإصلاحية وخاصة الإسلامية مع العناية بالمنهج التربوي الصحيح دون انقطاع أو انتهاء

     وهذا كله مع أهميته ليس مقصدي هنا إنما مشكلة هؤلاء الذين لم يأبهوا بتعاليم الإسلام ونشأوا في بيئات منحلة أو متحللة من تعاليم الإسلام بل قد ترى الالتزام بالأخلاق الإسلامية رجعية وتخلفا ومجرد قيود غير مبررة على الحرية الشخصية والعياذ بالله .

    ثم يتم تجميع ملفات فضائح لكل شخص منهم في جهة أو جهات معينة بحيث يستمر الخضوع ويسهل التخلص من الشخص بطريقة ناعمة بدلا من الطرق الخشنة مثل الاغتيالات بالسم أو بغيره كترتيب حوادث سير أو حتى الزج في السجون فأسهل من ذلك نشر الفضائح والإعدام الأدبي وسط شعب مسلم مازال في يرى وجوب أن يتحلى أصحاب المناصب والمشاهير بالالتزام الخلقي ويسقط من الاعتبار كل من ينفضح أمره أخلاقيا 

    وأقدم هنا  السؤال المتعلق بالعنوان : هل نستطيع أن نقوم بتحييد هذا السلاح سلاح الفضائح بحيث لا يقطع المتحكمون الطريق على من يريد النأي بنفسه عن التورط في المزيد من الإضرار بالشعب ومصالحه 

    بحيث يعلم مريد الخلاص والقرار من شبكات الفساد أن له مخرجا وأن ثمت أياد بيضاء ستمتد لاستنقاذه وإبوائه 

    وكيف يتم ذلك ؟ 

    أيها السادة إن السؤال موجه الى أهل الحل والعقد المصلحين وإلى أهل الاختصاص في علوم الشريعة الإسلامية وعلم الاجتماع وعلماء السياسية  وإلى الإعلاميين و السياسيين المحترمين وإلى كافة أصحاب الرأي الذين يدركون خطورة " معركة الوعي " في هذه الظروف الصعبة التي تحياها الأمة 

    وهنا تحفظ لامحيد عنه عند التصدي لحل هذه المشكلة أعني استخلاص أصحاب ملفات الفضائح من أسر رؤوس الفساد 

    هذا التحفظ هو أن يكون الحل أخلاقيا فنصرة بالحق وتطهير الناس يكون بالماء الطهور والقول السديد الذي أمرنا الله تعالى  به إذ يقول :

    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } سورة الأحزاب ، الآيات 71-70

    وكذلك ألا نهون من شأن الموبقات 
    بل المراد تدابير وحيلا لا تتعارض مع الشرع الحنيف ولا مع العقل الصحيح وأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر بما قاله الحكيم في قصة الرجل الذي قتل تسعا وتسعين نفسا فنصح الحكيم مريد التوبة ونجى بنفسه .. فالمطلوب إنفاذ هؤلاء مع الحفاظ على الروح السوية لدى الأمة 

    أدعو نفسي وزملائي الغيورين في كافة التخصصات ذات الصلة أن يقدموا للشباب المسلم وللأمة أنوارا تهتدي بها في هذا الخضم من معركة الوعي


    على ألا تغل هذه التدابير يد العدالة من ملاحقة المجرمين ولا أن تهون هذه التدابير من هول هذه الفضائح وخطورة التورط فيها ، ولكن المقصود  - كما سبق - إيجاد تدابير ناجعة لمساعدة هؤلاء في التخلص من شباك هؤلاء الذين يستخدمون سلاح الفضائح ليبقوا على أصحابها كآلات صماء ويحولون بينهم وبين الاستقامة على الحق والخير  ، والمقصود  الحد من جدوى تهديد المتورطين في الفضائح  بهذا السلاح بالحد من فعالية نشر هذه الفضائح وعدم المساهمة في نشرها حيث يتوافق ذلك بصورة أو بأخرى مع مقاصد المبتزين من جهة ، وهو نوع من إشاعة الفاحشة والترويج لها وقد يعرض ناشرها على سبيل الشماتة نفسه للدخول فيمن قال الحق سبحانه وتعالى فيهم :

    { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُون} سورة النور ؛الآية َ 19ُ
    انتهى ..


    { إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }

    مقالات