الثلاثاء 23 أبريل 2024 05:35 مـ 14 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار ليبيا

    ليبيا ... تأجيل الانتخابات وعودة الدبيبة لتأدية مهامه

    رابطة علماء أهل السنة

    أكدت السلطات الليبية أمس، أن الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها الجمعة لن تجرى، فيما أعلن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة العودة لممارسة مهامه، وسط تمسك دولي بضرورة إجراءالانتخابات.

    وتزامن اقتراح المفوضية مع إعلان لجنة نيابية استحالة إجراء الانتخابات الرئاسية في الوقت الحالي، بسبب ظروف مرتبطة بتقارير فنية وقضائية وأخرى أمنية.

    وقد اقترحت المفوضية العليا للانتخابات الليبية تأجيل اقتراع الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية إلى 24 يناير/كانون الثاني المقبل، لكن بعد التنسيق مع مجلس النواب الذي قالت إن عليه اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإزالة ما سمّته حالة القوة القاهرة التي منعتها من إعلان اللائحة النهائية للمترشحين.

    وأشارت إلى أن مرحلة الطعون الانتخابية شكلت منعطفا خطيرا في مسار العملية بسبب قصور التشريعات فيما يتعلق بدور القضاء في مسألة الطعون والنزاعات الانتخابية.

    وحتى اليوم، لم تنشر المفوضية "القوائم النهائية" للمرشحين الذين بلغ عددهم 98 مرشحا، وتقلص العدد بعد الاستبعادات إلى 73 مرشحا، كما لم يُسمح بمباشرة الحملة الانتخابية، إلى جانب ارتفاع عدد الشكاوى أمام القضاء والطعون في حق بعض المرشحين.

    رسالة ودعوات

    وقبل إعلان المفوضية العليا للانتخابات الليبية عن مقترحها كان الهادي الصغير رئيس اللجنة البرلمانية المكلفة بمتابعة العملية الانتخابية قد وجّه رسالة إلى رئيس المجلس عقيلة صالح يبلغه فيها استحالة إجراء الانتخابات في موعدها.

    ودعا الصغير، عقيلة صالح إلى العودة إلى منصبه كرئيس لمجلس النواب بهدف حشد الجهود ووضع خريطة طريق تتماشى مع المعطيات الجديدة، باعتبار أن ولاية حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة تنتهي في 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

    لكن مصدرا حكوميا أعلن الأربعاء عودة الدبيبة لممارسة مهامه رئيسا للحكومة، عقب توقفه جراء الترشح للانتخابات الرئاسية التي تأجلت.

    وقال هذا المصدر إن الدبيبة باشر مهامه مساء أمس، وأضاف "من حق الحكومة قانونا الاستمرار في أداء مهامها بسبب تأجيل الانتخابات، وعودة الدبيبة لعمله لا تخالف اتفاق ملتقى الحوار السياسي".

    كما لفت إلى أن عمر الحكومة المتفق عليه في ملتقى الحوار السياسي 18 شهرا، ويجب أن تسلم السلطة إلى حكومة منتخبة من الشعب.

    تعليقات ومخاوف

    وفي تعليقها على التأجيل اعتبرت أماندا كادليك، العضو السابقة في مجموعة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، أن الأمر يعد انتكاسة تعيد إغراق ليبيا التي عانت حربين أهليتين منذ عام 2011، في المجهول.

    وبيّنت أنه ومن دون "مسار مستقبلي" هناك خطر اندلاع "صراعات محلية قد تنتشر إلى أجزاء أخرى من البلاد".

    من جانبه، قال الناطق باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال إن فرنسا ما زالت "متمسكة بحسن سير العملية الانتخابية حتى نهايتها".

    أما رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، فقد أعرب عن أمله أن يتم استئناف عملية التشاور السياسي بين ما أطلق عليها مراكز القوى المختلفة في ليبيا وتحديد موعد جديد للانتخابات، حسبما أفادت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.

    وقال دراغي إنه بعد تأجيل الانتخابات الليبية التي كان من المقرر أن تنعقد بعد يومين "علينا أن نأمل أن تستأنف عملية التشاور السياسي الليبي والحوار بين مختلف مراكز القوى وتحديد موعد جديد للانتخابات".

    وبيّن المسؤول الإيطالي أن إيطاليا وأوروبا فعلتا كل شيء لمرافقة هذه العملية نحو الديمقراطية في ليبيا وستواصلان فعل كل شيء"، مؤكدا أن الإخفاق في إجراء الانتخابات يعود إلى تعقيدات مؤسسية ليبية، من بينها المادة 12 التي وصفها العديد من المرشحين بـ"المثيرة للجدل".

    قلق وتوضيحات

    وفي سياق ردود الفعل الغربية يبدو الموقف الألماني أكثر حذرا، حيث أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن شعورها بالقلق حيال تأجيل الانتخابات الرئاسية في ليبيا التي كان مزمعا إجراؤها غدا الجمعة.

    وفي أعقاب لقاء مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن في برلين، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر الأربعاء، إن التأجيل كان يلوح في الأفق خلال الأسابيع الماضية، "لكن ذلك لا يقلل منه كباعث على القلق".

    ورأت بيربوك أنه يبدو أن هناك بعض الأمور القانونية التي لا يزال يتعين توضيحها، مشيرة إلى التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة من أجل إيجاد هذا التوضيح سريعا وحتى يمكن إجراء الانتخابات، "لأن هذا أمر شديد الأهمية ليس للمجتمع الدولي وحسب بل على وجه الخصوص لليبيين".

    من جانبه، أعرب أسيلبورن عن تأييده لجهود الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى "المساعدة في أن نصل إلى حل ديمقراطي".

    جهود وتأييد

    ومن ناحيته، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا وسفير بلاده في طرابلس ريتشارد نورلاند إنه يتعيّن على القادة الليبيين التعجيل بمعالجة جميع العقبات القانونية والسياسية تمهيدا لإجراء الانتخابات، بما في ذلك وضع اللمسات الأخيرة على قوائم المرشحين للانتخابات الرئاسية.

    كما حث السفير الأميركي على تهدئة الوضع الأمني المتوتر في البلاد، قائلا إن الوقت ليس مناسبا لاتخاذ إجراءات أحادية الجانب، أو عمليات انتشار مسلّح تنطوي على خطر التصعيد وعواقب غير مقصودة تضر بأمن الليبيين وسلامتهم، على حد تعبيره.

    ليبيا تأجيل الانتخابات الدبيبة طرابلس البرلمان

    أخبار