السبت 20 أبريل 2024 03:18 مـ 11 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    معالمُ في التّعامل مع الهزيمة

    رابطة علماء أهل السنة

    الإقرار بالهزيمة والاعتراف بها لا يعني على الإطلاق القبول بها، فالإقرار بالهزيمة هو نقطة ‏البداية للخروج منها وقلبها إلى نصر، بينما القبول بالهزيمة هو بداية طريق خنوعٍ وذلٍّ ‏طويل.

    في المعارك الكبرى ذات الطبيعة المعقّدة والأبعاد المتشابكة والزّمن الطّويل من الطّبيعيّ أن ‏تحدث انكساراتٌ عسكريّةٌ وهزائم ميدانيّة، ومن الطبيعيّ أن يتفوّق الباطل في جولاتٍ ‏ويغلب في معارك، ولكن غير الطّبيعيّ وغير المقبول على الإطلاق أن ينهزم أهل الحقّ ‏أمام أنفسهم في ميدان الفكرة التي يتبنّونها، ويرتكسوا في ساحة الحق الذي يحملونه في ‏قلبوهم ونفوسهم ويذودون عنه.

    ‏غلبةُ أهل الباطل في ميدان القتال يجب أن لا تؤثّر على الإطلاق في ميدان المبادئ ‏والقناعات، فالباطل هو الباطل مهما استعلى وغلب، والحقّ هو الحقّ مهما تزلزل أهله ‏في ساحات القتال، ينبغي أن يبقى ثابتًا راسخًا لا تزعزعه كلّ قوى الأرض، وإيمان المرء ‏بحقّه هو قوّة عظمى، وهو سلاحٌ نوعيّ، وهو الضّامن للبعث من تحت رماد الهزيمة ‏الحاضرة.

    من الواجبات الضروريّة عند حلول الهزيمة المسارعة إلى الإفاقة من المصيبة لا الغرق في ‏إحباطاتها، والمعاجلة إلى الكَرّة بعد الفَرّة، والنّهوض السّريع للبدء بمعركةٍ جديدةٍ بآليّاتٍ ‏مختلفةٍ ووسائل غير تلك التي أدّت إلى الهزيمة وساهمت في وقوعها، وهذا يحتاج حلماء ‏كبارًا وعقولًا راجحةً ونفوسًا واسعة.

    من أوجب الواجبات عند حلول الهزيمة أن يسارع العقلاء في المجالات كافّة، العسكريّة ‏والسياسية والفكريّة والشرعيّة والأخلاقيّة إلى عقد مراجعاتٍ شاملةٍ تستند إلى مكاشفاتٍ ‏عاقلةٍ ومصارحاتٍ جريئةٍ لتشخيص الخلل ومواطنه، وتحمّل المسؤوليّة عن الهزيمة بجرأة ‏وشجاعة، وتعرُّف السنن والقوانين التي تمّت مخالفتها فهزمنا، ووضع الحلول النّاجعة، ‏والمباشرة بالتنفيذ.   

    معالم التعامل الهزيمة مكاشفات مصارخات شفافية

    مقالات